وثقه علي بن المديني وغيره وكان رجلاً مهيباً طويلاً أبيض اللحية جسيما أسمر أشهل العينين تعلوه سكينة ووقار وكان فصيحا مفوها واعظا كبير الشأن. يقال إن ابن عيينة أدركه وسمع منه ولم يصح إنما شهد جنازته وقد وثقه النسائي أيضاً وعاش خمسا وسبعين سنة مات سنة عشرين ومئة قال ابن عيينة رأيته يخضب بالصفرة ويقص للجماعة.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر أنبأنا ابن خليل أنبأنا علي بن قادشاه أنبأنا أبو علي المقرئ أنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن ابن الزبير قال كانت بنو إسرائيل إذا بلغوا ذا طوى نزعوا نعالهم.
عن ابن عيينة قال كان ابن كثير يبيع العطر قديما وقال شبل بن ولد ابن كثير بمكة سنة ٤٨ ومات سنة عشرين ومئة.
قال ابن سعد كان ابن كثير المقرئ ثقة له أحاديث صالحة مات سنة اثنتين وعشرين ومئة.
وقال البخاري في تاريخه حدثنا الحميدي عن ابن عيينة سمعت مطرفا بمكة في جنازة عبد الله بن كثير وأنا غلام سنة عشرين قال سمعت الحسن ثم قال وقال علي قيل لابن عيينة رأيت عبد الله بن كثير؟ قال رأيته سنة اثنتين وعشرين ومئة أسمع قصصه وأنا غلام كان قاص الجماعة.
قلت فهاذان قولان لابن عيينة فإما شك وإما عنى بأن الذي مات سنة عشرين هو عبد الله بن كثير بن المطلب السهمي الذي خرج له مسلم في الجنائز من طريق ابن جريج عنه وهذا أشبه.
وقال أبو علي الغساني حديث السلف يرويه ابن أبي نجيح عن عبد الله ابن كثير عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم عن ابن عباس ثم قال فقال أبو الحسن القابسي وغيره هو ابن كثير القارئ ثم قال وهذا ليس بصحيح بل هو ابن كثير بن المطلب السهمي كذا نسبه الكلاباذي وهو أخو كثير بن كثير لا شيء له في الصحيح سوى حديث السلم (٨٠) عن صحيح البخاري
(٨٠) صحيح: أخرجه البخاري (٢٢٣٩) من طريق ابن أبي نجيح، عن عبد الله بن كثير، عن أبي المنهال، عن ابن عباس ﵄ قال: قدم رسول الله ﷺ المدينة والناسُ يُسلفون في التمر العام والعامين -أو قال عامين أو ثلاثة- فقال: من سَلَّف في تمرٍ فليُسْلِفْ في كيل معلوم ووزنٍ معلوم".