قال الأصمعي: حرم القسري الغناء، فأتاه حنين في أصحاب المظالم ملتحفا على عود، فقال: أصلح الله الأمير، شيخ ذو عيال كانت له صناعة حلت بينه وبينها قال وما ذاك؟ فأخرج عوده، وغنى:
قد لبست الشباب قبلك حينًا … فوجدت الشباب ثوبًا معارا
فبكى خالد، وقال صدق والله، عد، ولا تجالس شابًا ولا معربدًا.
الأصمعي، عن ابن نوح: سمعت خالدًا يقول على المنبر: إني لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفًا من الأعراب تمرًا وسويقًا.
الأصمعي: أن أعرابيًا قال لخالد القسري: أصلحك الله لم أصن وجهي، عن مسألتك فصنه، عن الرد وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي فوصله.
وقال أعرابي: يأمر الأمير لي بمل جرابي دقيقًا؟ قال: املؤوه له دراهم. فقيل للأعرابي، فقال: سألت الأمير ما أشتهي، فأمر لي بما يشتهي.
ابن أبي الدنيا: أخبرني محمد بن الحسين، حدثني عبد الله بن شمر الخولاني، حدثني عبد الملك مولى خالد بن عبد الله قال: إني لأسير بين يدي خالد بالكوفة، ومعه الوجوه فقام إليه رجل فقال: أصلح الله الأمير فوقف وكان كريمًا فقال: مالك? قال تأمر بضرب عنقي? قال: لم? قطعت طريقًا? قال: لا قال: فنزعت يدًا من طاعة? قال: لا قال: فعلام أضرب عنقك? قال: الفقر والحاجة قال: تمن? قال: ثلاثين ألفًا فالتفت إلى اصحابه فقال: هل علمتم تاجرا ربح الغداة ما ربحت نويت له مائة ألف فتمنى ثلاثين ألفًا ثم أمر له بها.
وقيل: كان خالد يجلس ثم يدعو بالبدر ويقول: إنما هذه الأموال ودائع لا بد من تفريقها.
وقيل أنشده أعرابي:
أخالد بين الحمد والأجر حاجتي … فأيهما يأتي فأنت عماد
أخالد إني لم أزرك لحاجة … سوى أنني عاف وأنت جواد
فقال: سل. قال: مائة ألف. قال: أسرفت يا أعرابي. قال: فأحط للأمير? قال: نعم.