والمحدثين، والفقهاء، والنحاة والشعراء، وأبان ﵀ زيغ وضلال بعض من ترجم لهم وانحرافهم عن سبيل الهدى والرشاد الذي كان عليه سيد الأولين ﷺ وصحابته المكرمين فترك الحق واضحا جليا يتضح هذا من النقولات التي نقلناها من كلامه المبثوث في كتابه هذا وسائر كتبه؛ ليعلم القارئ الكريم أن الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- كان أمة وحده في علم الاعتقاد، والحديث، والفقه، والاجتهاد. ولا غرو فقد تخرج من مدرسة شيخه العلامة عماد الدين إسماعيل بن كثير، والحافظ العلامة صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي، وغيرهم من أعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين ملئوا الدنيا علما وسارت بتآليفهم الركبان في مشارق الأرض ومغاربها.
ولقد آثرت وأنا أبين آراءه العقدية والفقهية والحديثية أن أنقل كلامه بنصه وردوده على أهل الزيغ والارتياب ليعلم القارئ الكريم المنزلة السامقة التي وصل إليها علم هذا الرجل العظيم، وليكون منهجا تعليميا للعلماء وطلاب العلم في بيان طرق أهل الزيغ والضلال في طرح أفكارهم الزائفة الضالة وطريقة رد هذا الحافظ العلامة لهذا الزيغ والضلال، وإقامته للحق بنيانا لا يندرس على أنقاض أباطيل أهل الضلال مشفوعا بالأدلة الدامغة والبراهين الساطعة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ الحجج التي نسف بها حجج أهل الضلال.
لقد آثرت أن أنقل كلام أهل الزيغ والضلال بقضه وقضيضه ليقف القارئ الكريم على الأباطيل والأراجيف التي يبثها هؤلاء المنحرفون الذين تنكبوا طريق الهدى ليفيد العلماء وطلاب العلم في معرفة شبههم وزيغهم وضلالهم، فيكونوا على وعي وبصيرة بالمناهج الضالة الفاسدة الآسنة التي تعكر صفو الدين وبهاءه، وليرى العلماء وطلاب العلم علم هذا الحافظ الجليل الذي ينسف به هاتيك الترهات والأباطيل التي يبثها أهل الزيغ والضلال.
إن قلوب المحبين للحق ستحيا بقراءة آراء هذا الحافظ الجليل في العقيدة، والفقه، والحديث وردوده على أهل الزيغ والضلال التي أرسى بها قواعد الإسلام وأوضح بها مشكلات الأحكام، فصارت نبراسا منيرا يستضيء به كل من يدين بدين الإسلام، فدونك أيها القارئ الكريم أقوال هذا الحافظ النحرير وردوده على أقوال وأفكار أهل الزيغ والضلال.
قال الذهبي -رحمه الله تعالى- في موضوع الفتنة التي حدثت بين الصحابة الكرام قال في كتابه "السير""٣/ ٢٧":