لخالك- يعني: حميدا- قال: فما مات حتى قص. قال أبو خالد: فقلت لحماد: فقصصت أنت؟ قال: نعم.
قال معاذ بن معاذ: قال حميد للبتي -يعني: عثمان-: إذا أتاك الناس، فاحملهم على أمر واحد، لا، ولكن خذ من هذا ومن هذا، فأصلح بينهم، قال: فقال البتي: لا أطيق سحرك. قال: وكان حميد مصلح أهل البصرة.
وروى قريش بن أنس، عن حبيب بن الشهيد، قال: كنت جالسًا على باب خالد بن برزين، إذ أتاه رجل من أهل الشام، فقال له إياس: إن أردت الصلح، فعليك بحميد الطويل، تدري ما يقول لك? يقول لك؟ اترك شيئًا ولصاحبك مثل ذلك.
قال يحيى القطان: مات حميد وهو قائم يصلي، ومات عباد بن منصور وهو على بطن امرأته.
وقال معاذ بن معاذ: كان حميد الطويل قائما يصلي، فمات فذكروه لابن عون، وجعلوا يذكرون من فضله. فقال ابن عون: احتاج إلى ما قدم.
قال سبط حميد، وهو يعقوب بن إسحاق: مات جدي في جمادى الأولى، سنة أربعين ومائة.
قلت: هذا وهم وقال قريش بن أنس، وابن سعد: مات في سنة اثنتين وأربعين ومائة وكذا قال: الهيثم.
وروى أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد: مات حميد سنة اثنتين، أو ثلاث وأربعين في آخرها.
وروى محمد بن يوسف البيكندي، عن إبراهيم بن حميد الطويل: مات أبي سنة ثلاث وأربعين، ولم أسمع منه، وأنا ابن عشر أو نحوها. وروى: الزيادي، عن إبراهيم: مات أبي سنة ثلاث وقد أتت عليه خمس وسبعون سنة وقال خليفة والفلاس: سنة ثلاث.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي سنة اثنتين وتسعين وست مائة، أنبأنا محمد بن خلف الفقيه سنة ست عشرة وست مائة، أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ سنة ست وستين بالثغر، أنبأنا أبو مسعود محمد وأبو الفتح أحمد، أنبأنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني، أنبأنا علي بن محمد بن ميلة الفرضي، حدثنا أبو عمرو بن حكيم، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قاضي البصرة، حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تقام الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله"(١).
(١) صحيح: أخرجه مسلم "١٤٨"، والترمذي "٢٢٠٨"، من حديث أنس، به.