سمعت القاضي أبا يوسف يقول: ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله، ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أقول حقا بالله، ولا أعف عن الأموال من ابن أبي ليلى.
قلت: فابن شبرمة؟ قال: ذاك رجل مكثار.
قال بشر: وولي حفص بن غياث القضاء من غير مشورة أبي يوسف فاشتد عليه فقال: لي، ولحسن اللؤلؤي: تتبعا قضاياه فتتبعنا قضاياه فلما نظر فيها قال: هذا من قضاء ابن أبي ليلى ثم قال: تتبعوا الشروط، والسجلات ففعلنا فلما نظر فيها قال: حفص، ونظراؤه يعانون بقيام الليل.
يحيى بن معين: حدثنا أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني فكأن أصحابه أنكروا، وقالوا: تسأله؟! قال: وما تنكرون؟ هو أعلم مني. قال ابن أبي ليلى: وكان عطاء عالمًا بالحج.
روى الخريبي، عن سليمان بن سافري، قال: سألت منصورا: من أفقه أهل الكوفة؟ قال: قاضيها ابن أبي ليلى.
وقال ابن حبان: كان ابن أبي ليلى رديء الحفظ فاحش الخطأ فكثر في حديثه المناكير فاستحق الترك تركه أحمد، ويحيى.
قلت: لم نرهما تركاه بل لينا حديثه، وقد قال حفص بن غياث من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ.
وقال يحيى بن يعلى المحاربي: طرح زائدة حديث ابن أبي ليلى، وقال أحمد بن يونس: كان ابن أبي ليلى أفقه أهل الدنيا.
وقال عائذ بن حبيب سمعت ابن أبي ليلى يقول ما أقرع فيه رسول الله -صلى الله عليه، وسلم- فهو حق، وما لم يقرع فيه فهو قمار.
قال الخريبي: سمعت الثوري يقول: فقهاؤنا: ابن أبي ليلى، وابن شبرمة.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التيمي، أنبأنا عبد المعز بن محمد البزار، أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا عبد الرحمن بن علي، أنبأنا يحيى بن إسماعيل الحربي، أنبأنا مكي بن عبدان، أنبأنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، حدثنا حفص بن عبد الرحمن، حدثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن الربيع بن عميلة عن أبي سريحة الغفاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم: "عشر آيات بين يدي الساعة: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب،