قال ربعي بن إبراهيم حدثني جار لنا يقال له عمر إن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر فقال ها هنا ما يشغل عن القدر قال ما هو قال ليلة صبيحتها يوم القيامة فبكى وبكى معه.
ابن أبي خيثمة عن محمد بن يزيد الرفاعي سمعت عمي يقول خرجت مع عمر بن ذر إلى مكة فكان إذا لبى لم يلب أحد من حسن صوته.
فلما أتى الحرم قال ما زلنا نهبط حفرة ونصعد أكمة ونعلو شرفاً ويبدو لنا علم حتى أتيناك بها نقبة أخفافها دبرة ظهورها ذبلة أسنامها فليس أعظم المؤنة علينا إتعاب أبداننا ولا إنفاق أموالنا ولكن أعظم المؤنة أن نرجع بالخسران يا خير من نزل النازلون بفنائه فحدثني عمي كثير بن محمد قال سمعت عمر بن ذر يقول اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه الإيمان بك والإقرار بك ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه الكفر والجحد بك اللهم فاغفر لنا بينهما وأنت قلت:"وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت" النمل ونحن نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة.
قال شعيب بن حرب قال عمر بن ذر يا أهل معاصي الله لا تغتروا بطول حلم الله عنكم واحذروا أسفه فإنه قال "فلما آسفونا انتقمنا منهم" الزخرف.
وعن عمر بن ذر قال كل حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه.
إبراهيم بن بشار حدثنا ابن عيينة قال كان عمر بن ذر إذا قرأ "مالك يوم الدين" قال يا لك من يوم ما أملأ ذكرك لقلوب الصادقين.
حامد بن يحيى عن ابن عيينة قال لما مات ذر بن عمر قعد عمر على شفير قبره وهو يقول يا بني شغلني الحزن لك عن الحزب عليك فليت شعري ما قلت: وما قيل لك اللهم إنك أمرته بطاعتك وببري فقد وهبت له ما قصر فيه من حقي فهب له ما قصر فيه من حقك وقيل: أنه قال انطلقنا وتركناك ولو أقمنا ما نفعناك فنسنتودعك أرحم الراحمين.
قال محمد بن سعد قال محمد بن عبد الله الأسدي توفي عمر بن ذر في سنة ثلاث وخمسين ومئة وكان مرجئا فمات فلم يشهده سفيان الثوري ولا الحسن بن صالح وكان ثقة إن شاء الله كثير الحديث وفيها أرخه مطين وروى أحمد بن صالح عن