أمرأته اغلقت عليه باب الحمام غير متعمدة فمات فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف سوى ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب ﵀ في ديوان الساحل.
العباس بن الوليد بن مزيد: سمعت عقبة بن علقمة، قال: سبب موت الأوزاعي أنه اختضب، ودخل الحمام الذي في منزله، وأدخلت معه امرأته كانونًا فيه فحم، لئلا يصيبه البرد، وأغلقت عليه من برا، فلما هاج الفحم، ضعفت نفسه، وعالج الباب ليفتحه، فامتنع عليه فألقى نفسه فوجدناه موسدًا ذراعه إلى القبلة.
قال العباس بن الوليد: وحدثني سالم بن المنذر، قال: لما سمعت الضجة بوفاة الأوزاعي، خرجت، فأول من رأيت نصرانيًا قد ذر على رأسه الرماد، فلم يزل المسلمون من أهل بيروت يعرفون له ذلك، وخرجنا في جنازته أربعة أمم: فحمله المسلمون، وخرجت اليهود في ناحية، والنصارى في ناحية، والقبط في ناحية.
قال ابن المديني: مات الأوزاعي سنة إحدى، وخمسين ومائة.
قلت: هذا خطأ. وقال هشام بن عمار: عن الوليد بن مسلم: في سنة ست وخمسين. فوهم هشام، لأن صفوان بن صالح روى عن الوليد: هو، وغيره، والوليد بن مزيد، ويحيى القطان، وأبو مسهر، وعدة قالوا: مات سنة سبع، وخمسين ومائة. وزاد بعضهم، فقال: في صفر، وفيها مات.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني أبو جعفر الآدمي، قال: قال يزيد بن مذعور: رأيت الأوزاعي في منامي، فقلت: دلني على درجة أتقرب بها إلى الله. فقال: ما رأيت هناك أرفع من درجة العلماء، ومن بعدها درجة المحزونين.
ترجمة الأوزاعي في "تاريخ الحافظ ابن عساكر" في أربعة كراريس. وهو أول من دون العلم بالشام، وبلغنا أنه كان يعتم بعمامة مدورة بلا عذبة رحمه الله تعالى.
الحاكم: حدثنا أبو بكر الإسماعيلي إملاءً، أنبأنا محمد بن خلف بن المرزبان، أنبأنا أبو نشيط محمد بن هارون، حدثنا الفريابي قال: اجتمع الثوري، والأوزاعي، وعباد بن كثير بمكة فقال الثوري للأوزاعي:، حدثنا يا أبا عمرو حديثك مع عبد الله بن علي. قال: نعم لما قدم الشام، وقتل بني أمية جلس يومًا على سريره، وعبأ أصحابه أربعة أصناف: صنف معهم السيوف المسللة، وصنف معهم الجزرة أظنها الأطبار، وصنف معهم الأعمدة، وصنف معهم الكافر كوب ثم بعث إلي فلما صرت بالباب أنزلوني، وأخذ اثنان