العباس بن الوليد: سمعت أبا مسهر يقول: كان الأوزاعي يقول: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد.
أبو فروة يزيد بن محمد الرهاوي: سمعت أبي يقول: لعيسى بن يونس: أيهما أفضل: الأوزاعي أو سفيان? فقال: وأين أنت من سفيان? قلت: يا أبا عمرو: ذهبت بك العراقية الأوزاعي فقهه، وفضله، وعلمه فغضب، وقال: أتراني أؤثر على الحق شيئًا. سمعت الأوزاعي يقول: ما أخذنا العطاء حتى شهدنا على علي بالنفاق، وتبرأنا منه، وأخذ علينا بذلك الطلاق، والعتاق، وأيمان البيعة قال: فلما عقلت أمري سألت مكحولًا، ويحيى بن أبي كثير، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن عبيد بن عمير فقال: ليس عليك شيء إنما أنت مكره فلم تقر عيني حتى فارقت نسائي، وأعتقت رقيقي، وخرجت من مالي، وكفرت أيماني. فأخبرني: سفيان كان يفعل ذلك?
العباس بن الوليد: حدثنا أبو عبد الله بن فلان: سمعت الأوزاعي يقول: نتجنب من قول أهل العراق خمسًا، ومن قول أهل الحجاز خمسًا. من قول أهل العراق: شرب المسكر، والأكل عند الفجر في رمضان، ولا جمعةإلَّا في سبعة أمصار، وتأخير العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثااله، والفرار يوم الزحف.، ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين يدًا بيد، وإتيان النساء في أدبارهن.
عن سعيد بن سالم صاحب الأوزاعي: قدم أبو مرحوم من مكة على الأوزاعي فأهدى له طرائف فقال له: إن شئت قبلت منك، ولم تسمع مني حرفًا، وإن شئت فضم هديتك، واسمع.
قال الوليد بن مسلم: قلت لسعيد بن عبد العزيز: من أدركت من التابعين كان يبكر إلى الجمعة? قال: ما رأيت أبا عمرو? قلت: بلى. قال: فإنه قد كفا من قبله فاقتد به فلنعم المقتدى.
موسى بن أعين: قال الأوزاعي: كنا نضحك، ونمزح فلما صرنا يقتدى بنا خشيت أن لا يسعنا التبسم. قال الوليد بن مزيد: رأيت الأوزاعي يعتم فلا يرخي لها شيئًا.
ذكر بعض الحفاظ أن حديث الأوزاعي نحو الألف يعني المسند أما المرسل، والموقوف فألوف.، وهو في الشاميين نظير معمر لليمانيين، ونظير الثوري للكوفيين، ونظير مالك للمدنيين، ونظير الليث للمصريين، ونظير حماد بن سلمة للبصريين.