قال محمد بن سعد: كان عبد العزيز ثقة، كثير الحديث، وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة، قدم بغداد، وأقام بها، إلى أن توفي سنة أربع وستين ومائة، وصلى عليه المهدي. وكذا أرخه جماعة. وأما ابن حبان، فقال: مات سنة ست وستين ومائة. قال: وكان فقيهًا، ورعًا، متابعًا لمذاهب أهل الحرمين، مفرعًا على أصولهم، ذابًّا عنهم.
أخبرنا أحمد بن سلامة إجازةً، عن يحيى بن أسعد، أنبأنا عبد القادر بن محمد، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو بكر بن بخيت، أنبأنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون: أنه سئل عما جحدت به الجهمية? فقال:
أما بعد … ، فقد فهمتُ ما سألت عنه، فيما تتابعت الجهمية في صفة الرب العظيم، الذي فاتت عظمته الوصف والتقدير، وكلت الألسن عن تفسير صفته، وانحسرت العقول دون معرفة قدره، فلما تجد العقول مساغًا، فرجعت خاسئة حسيرة، وإنما أمروا بالنظر والتفكر فيما خلق، وإنما يقال: كيف? لمن لم يكن مرة ثم كان، أما من لا يحول ولم يزل، وليس له مثل، فإنه لا يعلم كيف هو، إلا هو والدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها من تحقيق صفة أصغر خلقه، لا يكاد يراه صغرًا، يحول ويزول، ولا يرى له بصر ولا سمع، فاعرف غناك عن تكليف صفة ما لم يصف الرب من نفسه، بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها، فأما من جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقًا وتكليفًا، فقد استهوته الشياطين في الأرض حيران، ولم يزل يملي له الشيطان، حتى جحد قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢، ٢٣]، فقال: لا يرى يوم القيامة … ، وذكر فصلا طويلا في إقرار الصفات وإمرارها، وترك التعرض لها.
وقيل: إنه نظر مرة في شيء من سلب الصفات لبعضهم، فقال: هذا الكلام هدم بلا بناء، وصفة بلا معنى.
وذكر عبد الملك بن الماجشون الفقيه: أن المهدي أجاز أباه بعشرة آلاف دينار.
وقال أحمد بن كامل: له كتب مصنفة، رواها عنه ابن وهب.