وقوله: "من فيح جهنم": قال أبو سليمان الخطابي في "معالم السنن" "١/ ٢٣٩": معناه سطوع حرها وانتشاره، وأصله في كلامهم السعة والانتشار، يقال: مكان أفيح، أي: واسع. وأرض فيحاء: أي واسعة، ومعنى الكلام يحتمل وجهين، أحدهما: أن شدة الحر في الصيف من وهج حر جهنم في الحقيقة. والوجه الآخر: أن هذا الكلام خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار جهنم في الحر، فاحذروها، واجتنبوا ضررها. (١) حسن لغيره: أخرجه ابن جرير الطبري "٥/ ٣٩" من طريق سليمان بن ثابت الخزاز الواسطي، أخبرنا سليم بن سلام، عن أيوب بن عتبة، عن طيسلة، به. قلت: إسناده ضعيف، فيه علتان: الأولى: أيوب بن عتبة، ضعيف. والعلة الثانية: طيسلة بن علي اليمامي، مجهول، لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. وللحديث شاهد من حديث عمير: عند أبي داود "٢٨٧٥"، وفي إسناده يحيى بن أبي كثير، مدلس مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، وفيه عبد الحميد بن سنان، مجهول؛ لذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول -أي عند المتابعة. والحديث يرتقي بهذا الشاهد إلى مرتبة الحسن لغيره والله -تعالى- أعلى وأعلم.