للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اتق الله، عليك بالزاد ليوم الفاقة. فنزل عن دابته، ورفض الدنيا. وفي "رسالة" القُشَيري، قال: هو من كُورة بَلْخ، من أبناء الملوك، أثار ثعلبًا أو أرنبًا، فهتف به هاتف: ألهذا خلقت? أم بهذا أمرت? فنزل، وصادف راعيًا لأبيه، فأخذ عباءته وأعطاه فرسه، وما معه، ودخل البادية، وصحب الثوري، والفضيل بن عياض، ودخل الشام، وكان يأكل من الحصاد وحفظ البساتين، ورأى في البادية رجلًا، علمه الاسم الأعظم فدعا به، فرأى الخضر، وقال: إنما علمك أخي داود. رواها علي بن محمد المصري الواعظ.

حدثنا أبو سعيد الخَرَّاز، حدثنا إبراهيم بن بشار، حدثني إبراهيم بن أدهم بذلك، لما سألته عن بدء أمره. ورُويَت عن ابن بشار بإسناد آخر، وزاد، قال: فسألت بعض المشايخ عن الحلال، فقال: عليكم بالشام. فصرت إلى المصِّيصَة، فعملت بها أيامًا، ثم قيل لي: عليك بطرسوس، فإن بها المباحات، فبينا أنا على باب البحر، اكتراني رجل أنطر بستانه، فمكثت مدة.

قال المسيب بن واضح: حدثنا أبو عُتْبَة الخَوَّاص: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: من أراد التوبة، فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس، وإلا لم ينل ما يريد.

قال خلف بن تميم: سمعت إبراهيم يقول: رآني ابن عَجلان، فاستقبل القبلة ساجدًا، وقال: سجدت لله شكرًا حين رأيتك.

قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع? قال: قد سمع من الناس، وله فضل في نفسه، صاحب سرائر، وما رأيته يظهر تسبيحًا، ولا شيئًا من الخير، ولا أكل مع قوم قط، إلا كان آخر من يرفع يده.

أبو نعيم: سمعت سفيان يقول: كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل، ولو كان في الصحابة، لكان رجلًا فاضلا.

قال بشر الحافي: ما أعرف عالمًا إلا وقد أكل بدينه، إلا وهيب بن الورد، وإبراهيم بن أدهم، ويوسف بن أسباط، وسلم الخَوَّاص.

قال شقيق بن إبراهيم: قلت لإبراهيم بن أدهم: تركت خراسان? قال: ما تهنأت بالعيش إلا في الشام، أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن رآني يقول: موسوس، ومن رآني يقول: جمال، يا شقي! ما نَبُلَ عندنا من نبل بالجهاد ولا بالحج، بل كان يعقل ما يدخل بطنه.

قال خلف بن تميم: سألت إبراهيم: منذ كم قدمت الشام? قال: منذ أربع وعشرين سنة، ما جئت لرباط ولا لجهاد، جئت لأشبع من خبز الحلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>