للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن إبراهيم، قال: الزهد فرض، وهو الزهد في الحرام، وزهد سلامة وهو: الزهد في الشبهات، وزهد فضل، وهو الزهد في الحلال.

يحيى بن عثمان البغدادي: حدثنا بقية، قال: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه، فأتيته، فجلس، فوضع رجله اليسرى تحت أليته، ونصب اليمنى، ووضع مرفقه عليها، ثم قال: هذه جلسة رسول الله كان يجلس جلسة العبد، خذوا بسم الله. فلما أكلنا، قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته. قال: كنا صيامًا، فلم يكن لنا ما نفطر عليه، فأصبحنا، فقلت: هل لك يا أبا إسحاق أن نأتي الرَّسْتن، فنكري أنفسنا مع الحَصَّادين؟ قال: نعم. قال: فاكتراني رجل بدرهم. فقلت: وصاحبي? قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفًا. فما زلت به حتى اكتراه بثلثين، فاشتريت من كرائي حاجتي، وتصدقت بالباقي، فقربت إليه الزاد، فبكى، وقال: أما نحن فاستوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا? فغضبت، فقال: أتضمن لي أنا وفيناه، فأخذت الطعام، فتصدقت به.

وبالإسناد عن بقية، قال: كنا مع إبراهيم في البحر، فهاجت ريح، واضطربت السفينة، وبكوا، فقلنا: يا أبا إسحاق! ما ترى? فقال: يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن، يا مُجْمِل! قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك، فهدأت السفينة من ساعته.

ضمرة: سمعت ابن أدهم، قال: أخاف أن لا أؤجر في تركي أطايب الطعام، لأني لا أشتهيه. وكان إذا جلس على طعام طيب، قدم إلى أصحابه، وقنع بالخبز والزيتون.

محمد بن ميمون المكي: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: قيل لإبراهيم ابن أدهم: لو تزوجت? قال: لو أمكنني أن أطلق نفسي، لفعلت.

عن خلف بن تميم، قال: دخل إبراهيم الجبل، واشترى فأسًا، فقطع حطبًا، وباعه، واشترى ناطفًا، وقدمه إلى أصحابه، فأكلوا، فقال: يباسطهم: كأنكم تأكلون في رهن.

عصام بن رواد بن الجراح: حدثنا أبي، قال: كنت ليلة مع إبراهيم بن أدهم، فأتاه رجل بباكورة، فنظر حوله هل يرى ما يكافئه، فنظر إلى سرجي، فقال: خذ ذاك السرج فأخذه فسررت حين نزل مالي بمنزلة ماله.

قال علي بن بَكَّار: كان إبراهيم من بني عجل، كريم الحسب، وإذا حصد، ارتجز، وقال:

اتَّخِذِ اللهَ صَاحِبا … ودَعِ النَّاسَ جَانِبا

<<  <  ج: ص:  >  >>