للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان يلبس فروًا بلا قميص، وفي الصيف شقتين بأربعة دراهم: إزار ورداء، ويصوم في الحضر والسفر، ولا ينام الليل وكان يتفكر، ويقبض أصحابه أجرته، فلا يمسها بيده، ويقول: كلوا بها شهواتكم وكان ينطر، وكان يطحن بيد واحدة مُدَّيْنِ من قمح.

قال أبو يوسف الغسولي: دعا الأوزاعي إبراهيم بن أدهم، فقصر في الأكل، فقال: لم قصرت? قال: رأيتك قصرت في الطعام.

بشر الحافي: حدثنا يحيى بن يمان، قال: كان سفيان إذا قعد مع إبراهيم بن أدهم، تحرز من الكلام.

عبد الرحمن بن مهدي، عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما صدق الله عبدٌ أحب الشهرة.

قلت: علامة المخلص الذي قد يحب شهرةً، ولا يشعر بها، أنه إذا عوتب في ذلك، لا يحرَدُ ولا يبرِّئ نفسه، بل يعترف، ويقول: رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي، ولا يكن معجبًا بنفسه، لا يشعر بعيوبها، بل لا يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مُزْمن.

عصام بنَ روَّاد: سمعت عيسى بن حازم النيسابوري يقول: كنا بمكة مع إبراهيم بن أدهم فنظر إلى أبي قُبَيْس، فقال: لو أن مؤمنًا، مستكمل الإيمان، يهز الجبل لتحرك فتحرك أبو قبيس، فقال: اسكن، ليس إياك أردت.

قال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن منصور، حدثنا الحارث بن النعمان، قال: كان إبراهيم بن أدهم يجتني الرطب من شجر البَلُّوط.

وعن مكي بن إبراهيم، قال: قيل لابن أدهم. ما تبلغ من كرامة المؤمن? قال: أن يقول للجبل: تحرك، فيتحرك. قال: فتحرك الجبل، فقال: ما إياك عنيت.

وعن إبراهيم بن أدهم، قال: كل مَلِك لا يكون عادلًا، فهو واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيًّا، فهو والذئب سواء، وكل من ذل لغير الله، فهو والكلب سواء.

أخبرنا أحمد بن إبراهيم الجلودي، وغيره: أن عبد الله بن اللَّتِّي أخبرهم، قال: أنبأنا جعفر بن المتوكل، أنبأنا أبو الحسن بن العلاف، حدثنا الحَمَّامي، حدثنا جعفر الخُلْدي، حدثني إبراهيم بن نصر، حدثنا إبراهيم بن بشار: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: وأي دين لو كان له رجال! من طلب العلم لله، كان الخمول أحب إليه من التطاول، والله ما الحياة بثقة، فيرجى نومها، ولا المنية بعذر، فيؤمن عذرها، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء? قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن طلب التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>