قال محمد بن وزير الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن? قال: بلى الله -تعالى- يقول: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ﴾ [التوبة: ١٢٢] الآية.
قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا أيوب العطار: سمعت بشر بن الحارث ﵀ يقول: حدثنا حماد بن زيد، ثم قال: أستغفر الله، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء.
قال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، قال: جاءني أبان بن أبي عياش، فقال: أحب أن تكلم شعبة أن يكف عني. فكلمته، فكف عنه أيامًا، وأتاني في الليل، فقال: إنه لا يحل الكف عن أبان، فإنه يكذب على رسول الله ﷺ.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الحافظ: حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول: إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء إله -يعني: الجهمية.
وعن أبي النعمان عارم، قال: قال حماد بن زيد: القرآن كلام الله، أنزله جبريل من عند رب العالمين.
قلت: لا أعلم بين العلماء نزاعًا، في أن حماد بن زيد من أئمة السلف، ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم، وأعدمهم غلطًا، على سعة ما روى ﵀. مولده: في سنة ثمان وتسعين.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: سمعت أبا أسامة يقول: كنت إذا رأيت حماد بن زيد، قلت: أدبه كسرى، وفقهه عمر ﵁.
قال الخليلي: سمعت عبد الله بن محمد الحافظ، سمعت أبا عبيد محمد بن محمد بن أخي هلال الرأي، سمعت هشام بن علي يقول: كانوا يقولون: كان علم حماد بن سلمة أربعة دوانيق (١)، وعقله دانقين، وعلم حماد بن زيد دانقين، وعقله أربعة دوانيق.
قلت: مات في سنة تسع وسبعين ومائة، وفاقًا في شهر رمضان. وقال أبو حفص الفلاس: مات في يوم الجمعة، تاسع عشر شهر رمضان. وقال عارم: مات لعشر ليال خلون من رمضان، يوم الجمعة وقال أبو داود: مات قبله مالك بشهرين وأيام.
قلت: هذا وهم بل مات قبله بستة أشهر -فرحمهما الله. فلقد كانا ركني الدين، ما خلفهما مثلهما.
(١) الدانق: سدس الدرهم. والدرهم جزء من اثني عشر جزءا من الأوقية.