للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى يعقوب الفسوي، عن سعيد بن أبي مريم، قال: كان حَيْوة بن شُريح أوصى إلى رجل، وصارت كتبه عنده، وكان لا يتقي الله، يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين شاركه فيهم ابن لهيعة، ثم يحمل إليه، فيقرأ عليهم. وحضرتُ ابن لهيعة، وقد جاءه قوم حجوا يسلمون عليه، فقال: هل كتبتم حديثًا طريفًا? فجعلوا يذاكرونه، حتى قال بعضهم: حدثنا القاسم العُمَري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عن النبي قال: "إذا رأيتم الحريق، فكبروا، فإن التكبير يطفئه" (١). فقال: هذا حديث طريف. قال: فكان يقول: حدثنا به صاحبنا فلان، فلما طال ذلك، نسي الشيخ، فكان يُقْرَأ عليه، ويرويه عن عمرو بن شعيب.

ميمون بن إصبغ: سمعت أبن أبي مريم يقول: حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب بحديث الحريق. ثم قال سعيد: هذا سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي، عن القاسم، فكان ابن لهيعة يستحسنه، ثم إنه بعد قال: إنه يرويه عن عمرو بن شعيب.


(١) ضعيف جدًّا: ورد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن حديث ابن عباس أجمعين: أما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : فأخرجه ابن عدي في "الكامل" "٤/ ١٥١"، من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، حدثني ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله : فذكره.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه علتان: الأولى: محمد بن معاوية النيسابوري كذبه ابن معين، والدارقطني، وقال مسلم، والنسائي: متروك. والثانية: ابن لهيعة، ضعيف لسوء حفظه. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" "٢٩٤ و ٢٩٥ و ٢٩٦ و ٢٩٧"، من طرق عن القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم العمري، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله . فذكره.
قلت: في إسناده القاسم بن عبد الله بن عمر العمري المدني، قال أحمد: ليس بشيء كان يكذب، ويضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشيء. وقال مرة: كذاب. وقال أبو حاتم والنسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: سكتوا عنه. وأما حديث ابن عباس : فأخرجه ابن عدي في "الكامل" "٥/ ١١٢"، من طريق عمرو بن جُميع، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به مرفوعا مختصرا على الشطر الأول.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، فيه عمرو بن جُميع أبو المنذر، قال الدارقطني وجماعة: متروك، وكذبه ابن معين. وقال ابن عدي: كان يتهم بالوضع. وقال البخاري: منكر الحديث، وفي الإسناد ابن جريج، وهو مدلس، وقد عنعنه. وقد خرجت الحديث بأوسع من هذا في كتابنا "الأرائك المصنوعة في الأحاديث الضعيفة والموضوعة" المجلد الأول ط. مكتبة الدعوة بالقاهرة حديث رقم "٢٠٢" فراجعه ثمَّت إن شئت.

<<  <  ج: ص:  >  >>