للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مالكًا يقول: ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعًا لذلك? سألت ربيعه، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك. فقلت: فلو نهوك? قال: كنت أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه.

قال خلف: ودخلت عليه، فقال: ما ترى? فإذا رؤيا بعثها بعض إخوانه، يقول: رأيت النبي Object في المنام، في مسجد قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم: إني قد خبأت تحت منبري طيبًا أو علمًا، وأمرت مالكًا أن يفرقه على الناس، فانصرف الناس وهم يقولون: إذًا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله Object. ثم بكى، فقمت عنه.

أحمد بن صالح: سمعت ابن وهب يقول: قال مالك: لقد سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة، ما حدثت بها قط، ولا أحدث بها.

ونصر بن علي الجَهْضَمِي (١): حدثني حسين بن عروة، قال: قال قدم المهدي، فبعث إلى مالك بألفي دينار -أو قال: بثلاثة آلاف دينار- ثم أتاه الربيع بعد ذلك، فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله (٢) إلى مدينة السلام، فقال: قال النبي Object: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". والمال عندي على حاله (٣).

ومحمد بن غيلان: حدثنا إسماعيل بن داود المِخْراقي، سمعت مالكًا يقول: أخذ ربيعة


(١) هو: نصر بن علي بن صُهْبان، الأزْدي، الجَهْضَمي البصري، ثقة من الطبقة السابعة، وهي طبقة كبار أتباع التابعين، روى له أصحاب السنن الأربعة.
(٢) أي: تصاحبه في سفره.
(٣) صحيح: أخرجه مالك "٢/ ٨٨٧ - ٨٨٨"، ومن طريقه أخرجه أحمد "٥/ ٢٢٠"، والبخاري "١٨٧٥"، والطبراني "٦٤٠٨"، والبغوي "٢٠١٨" عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن زهير، وأخرجه عبد الرزاق "١٧١٥٩"، وأحمد "٥/ ٢٢٠"، والحميدي "٨٦٥"، ومسلم "١٣٨٨"، والطبراني "٦٤٠٧" و"٦٤٠٩" و"٦٤١٠" و"٦٤١١" و"٦٤١٢"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "٦/ ٣٢٠"، والبغوي "٢٠١٨" من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، به مرفوعا ولفظه: "تُفتح الشام فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون -أي يتحملون بأهليهم- والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثم تفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم تفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كان يعلمون". واللفظ لمسلم.
وقيل: معنى يبسون: أي يدعون الناس إلى بلاد الخصب. وهو قول إبراهيم الحربي.
وقال أبو عبيد: معناه يسوقون. والبسُّ سوق الإبل.
وقال ابن وهب: معناه يزينون لهم البلاد ويحببونها إليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>