للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان مجلسه مجلس وقار وحلم. قال: وكان رجلا مهيبًا، نبيلا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط، ولا رفع صوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث، فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه، يقال له: حبيب، يقرأ للجماعة، ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك، وإجلالا له، وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلا.

ابن وهب: سمعت مالكًا يقول: ما أكثر أحد قط، فأفلح.

حرملة: حدثنا ابن وهب، قال لي مالك: العلم ينقص ولا يزيد، ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب.

أحمد بن مسعود المقدسي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: كان مالك يقول: والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك، حتى أصل إليه، إلا نزع الله هيبته من صدري.

حرملة: حدثنا ابن وهب: سمعت مالكًا يقول: أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع.

هارون بن موسى الفروي: سمعت مصعبًا الزبيري يقول: سأل هارون الرشيد مالكًا -وهو في منزله، ومعه بنوه- أن يقرأ عليهم. قال: ما قرأت على أحد منذ زمان، وإنما يقرأ عليَّ. فقال: أخرج الناس حتى أقرا أنا عليك. فقال: إذا مُنع العام لبعض الخاص، لم ينتفع الخاص. وأمر معن بن عيسى، فقرأ عليه.

إسماعيل بن أبي أويس، قال: سألت خالي مالكًا عن مسألة، فقال لي: قِرّ، ثم توضأ، ثم جلس على السرير، ثم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وكان لا يفتي حتى يقولها.

ابن وهب: سمعت مالكًا يقول: ما تعلمت العلم إلا لنفسي، وما تعلمت ليحتاج الناس إليَّ، وكذلك كان الناس.

إسماعيل القاضي: سمعت أبا مصعب يقول: لم يشهد مالك الجماعة خمسًا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك? قال: مخافة أن أرى منكرًا، فأحتاج أن أغيره.

إبراهيم الحزامي: حدثني مطرف بن عبد الله: قال لي مالك: ما يقول الناس فيّ? قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع. فقال: ما زال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>