تراجمهم، وهذا هو الورع، ألا تراه لما خبر حال أيوب السختياني العراقي كيف احتج به، وكذلك حميد الطويل، وغيره واحد ممن روى عنهم. وأهل العراق كغيرهم، فيهم الثقة الحجة، والصدوق، والفقيه، والمقرئ، والعابد، وفيهم الضعيف، والمتروك، والمتهم. وفي "الصحيحين" شيء كثير جدًّا من رواية العراقيين ﵏.
وفيهم من التابعين كمثل: علقمة، ومسروق، وعبيدة، والحسن، وابن سيرين، والشعبي، وإبراهيم، ثم الحكم، وقتادة، ومنصور، وأبي إسحاق، وابن عون، ثم مسعر، وشعبة، وسفيان، والحمادين، وخلائق أضعافهم -رحم الله الجميع. وهذه الحكاية رواها: الحاكم، عن النجاد، عن هلال بن العلاء، عن الصيدلاني.
صفة الإمام مالك:
عن عيسى بن عمر، قال: ما رأيت قط بياضًا، ولا حمرة أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك.
ونقل غير واحد أنه كان طوالا، جسيمًا، عظيم الهامة، أشقر، أبيض الرأس واللحية، عظيم اللحية، أصلع، وكان لا يحفي شاربه، ويراه مثلة.
وقيل: كان أزرق العين، روى بعض ذلك: ابن سعد، عن مطرف بن عبد الله.
وقال محمد بن الضحاك الحزامي: كان مالك نقي الثوب، رقيقه، يكثر اختلاف اللبوس.
وقال الوليد بن مسلم: كان مالك يلبس البياض، ورأيته والأوزاعي يلبسان السيجان (١).
قال أشهب: كان مالك إذا اعتم، جعل منها تحت ذقنه، ويسدل طرفها بين كتفيه.
وقال خالد بن خداش: رأيت على مالك طيلسانًا وثيابًا مروية جيادًا.
وقال أشهب: كان إذا اكتحل للضرورة جلس في بيته.
وقال مصعب: كان يلبس الثياب العدنية ويتطيب.
وقال أبو عاصم: ما رأيت محدثًا أحسن وجهًا من مالك.
(١) السِّيجان: الطيالسة السود أو الخضر، واحدها ساج.