وقال يحيى القطان: ما في القوم أصح حديثًا من مالك، كان إمامًا في الحديث. قال: وسفيان الثوري فوقه في كل شيء.
قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرًا، وسمعت من لفظه أكثر من سبعمائة حديث، فكان محمد إذا حدث عن مالك امتلأ منزله، وإذا حدث عن غيره من الكوفيين، لم يجئه إلا اليسير.
وقال ابن أبي عمر العَدَني: سمعت الشافعي يقول: مالك مُعَلِّمي، وعنه أخذت العلم.
وعن الشافعي، قال: كان إذا شك في حديث طرحه كله.
أبو عمر بن عبد البر: حدثنا قاسم بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، حدثنا إبراهيم بن نصر، سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمعت الشافعي، يقول: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم من صاحبكم -يريد أبا حنيفة ومالكًا- وما كان لصاحبكم أن يتكلم، وما كان لصاحبنا أن يسكت. فغضبت، وقلت: نشدتك الله من أعلم بالسنة، مالك أو صاحبكم? فقال: مالك، لكن صاحبنا أقيس. فقلت: نعم، ومالك أعلم بكتاب الله وناسخه ومنسوخه وبسنة رسول الله ﷺ من أبي حنيفة، ومن كان أعلم بالكتاب والسنة، كان أولى بالكلام.
قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: ذاكرت يومًا محمد بن الحسن، ودار بيننا كلام واختلاف، حتى جعلت أنظر إلى أوداجه تدر، وأزراره تتقطع، فقلت: نشدتك بالله، تعلم أن صاحبنا كان أعلم بكتاب الله? قال: اللهم نعم. قلت: وكان عالمًا باختلاف الصحابة? قال: نعم.
قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري، ومالك، والأوزاعي، وحماد بن زيد، وقال: ما رأيت أحدًا أعقل من مالك.
يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، سمعت مالكًا -وقال له ابن القاسم: ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر- فقال مالك: من أين علموا ذلك? قال: منك يا أبا عبد الله. فقال: ما أعلمها أنا، فكيف يعلمونها بي?
وعن مالك، قال: جُنَّة العالم: "لا أدري"، فإذا أغفلها أصيبت مقاتله.
قال مصعب بن عبد الله: كانت حلقة مالك في زمن ربيعة مثل حلقة ربيعة وأكبر، وقد أفتى معه عند السلطان.