للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله يوم أحد مرطا أسود كان لعائشة، وراية الأنصار يقال لها: العقاب، وعلى ميمنته علي، وعلى ميسرته المنذر بن عمرو الساعدي، والزبير بن العوام كان على الرجال، ويقال: المقداد بن الأسواد، وكان حمزة على القلب، واللواء مع مصعب بن عمير، فقتل، فأعطاه النبي عليا، قال: ويقال: كانت له ثلاثة ألوية، لواء إلى مصعب بن عمير للمهاجرين، ولواء إلى علي، ولواء إلى المنذر.

وقال ثابت، عن أنس أن رسول الله أخذ سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا السيف بحقه"؟. فبسطوا أيديهم كل إنسان منهم يقول: أنا، أنا. فقال: "من يأخذه بحقه"؟. فأحجم القوم، فقال له أبو دجانة سماك: أنا آخذه بحقه. قال: فأخذه ففلق به هام المشركين (١). أخرجه مسلم.

وقال ابن إسحاق: حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة، أخو بني ساعدة، فقال: وما حقه؟ قال: "تضرب به في العدو حتى ينحني". قال: فأنا آخذه يا رسول الله. فأعطاه إياه، وكان رجلا شجاعا يختال عند الحرب، وكان إذا قاتل علم بعصابة له حمراء فاعتصب بها على رأسه، ثم جعل يتبختر بين الصفين. فبلغنا أن رسول الله قال حين رآه يبختر: "إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن".

وقال عمرو بن عاصم الكلابي: حدثني عبيد الله بن الوازع، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام، قال: عرض رسول الله سيفا يوم أحد فقال: "من يأخذه بحقه"؟. فقمت فقلت: أنا يا رسول الله! فأعرض عني، ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه"؟. فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا يا رسول الله! فما حقه؟ قال: "أن لا تقتل به مسلما ولا تفر به عن كافر". قال: فدفعه إليه، وكان إذا أراد القتال أعلم بعصابة، فقلت:


(١) صحيح: أخرجه الحاكم "٣/ ٢٣٠" من طريق علي بن عبد العزيز ومحمد بن كثير قالا حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، به. وهو صحيح الإسناد.
وأخرجه الحاكم "٣/ ٢٣٠" من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، حدثني عبيد الله بن الوازع بن ثور، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه عن الزبير بن العوام، به.
قلت: وإسناده ضعيف، آفته عبيد الله بن الوازع الكلابي، فإنه مجهول كما قال الحافظ في "التقريب".
وأخرجه البيهقي "٩/ ١٥٥" من حديث هنيدة رجل من خزاعة مرفوعا.
وله شواهد ذكرها الهيثمي في "مجمع الزوائد" "٦/ ١٠٨ - ١٠٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>