للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال سليمان: قال أبو مطرف: قال لي شريك: حملت إلى أبي جعفر، فقال لي: قد وليتك قضاء الكوفة. فقلت: لا أحسن. فقال: قد بلغني ما صنعت بعيسى، والله ما أنا كعيسى، يا ربيع، يكون عندك حتى يقبل. فخرجت مع الربيع، فقال: إنه لا يعفيك، فقبلت.

قال ابن أبي خيثمة: وأخبرني سليمان، قال: لقي عبد الله بن مصعب الزبيري شريكًا، فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر، وعمر. فقال شريك: والله ما أنتقص الزبير، فكيف أنال من أبي بكر، وعمر?

ثم قال سليمان: وأخبرني أبي، قال: قيل لأبي شيبة القاضي: قد ولي شريك قضاء الكوفة.

فقال: الحمد لله الذي لم يجعله من أصحاب حمَّاد.

ابن المديني عن يحيى القطان، قال: أحدثُ عن شريك أعجبُ إلي من أن أحدث عن موسى بن عبيدة. وضعف شريكًا، وقال: أتيته بالكوفة، فأملى عليَّ، فإذا هو لا يدري.

قال سليمان بن أبي شيخ: حدثني أبي، قال: لما وُجه شريك إلى قضاء الأهواز، جلس على القضاء، فجعل لا يتكلم حتى قام، ثم هرب، واختفى. ويقال: إنه اختفى عند الوالي. فحدثني يحيى بن سعيد الأموي، قال: كنت عند الحسن بن عمارة، حين بلغه أن شريكًا هرب، فقال: الخبيث استصغر قضاء الأهواز.

محمد بن يزيد الرفاعي: حدثني حمدان بن الأصبهاني، قال: كنت عند شريك، فأتاه بعض ولد المهدي، فاستند، فسأله عن حديث، فلم يلتفت إليه، وأقبل علينا، ثم أعاد، فعاد يمثل ذلك. فقال: كأنك تستخف بأولاد الخليفة. قال: لا، ولكن العلم أزين عند أهله من أن تضيعوه. قال: فجثا على ركبتيه، ثم سأله، فقال شريك: هكذا يطلب العلم.

قال عبَّاد بن العوَّام: قال شريك: أثر فيه بعض الضعف أحب إلي من رأيهم.

قال علي بن سهل: سمعت عفان يقول: كان شريك يخضب بالحمرة.

قيل: إن شريكًا أدخل على المهدي، فقال: لا بد من ثلاث: إما أن تلي القضاء، أو تؤدب ولدي وتحدثهم، أو تأكل عندي أكلة. ففكر ساعة، ثم قال: الأكلة أخف علي. فأمر المهدي الطباخ أن يصلح ألوانًا من المخ المعقود بالسكر وغير ذلك، فأكل. فقال الطباخ: يا أمير المؤمنين، ليس يفلح بعدها. قال: فحدثهم بعد ذلك، وعلمهم، وولي القضاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>