للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد كتب له برزقه على الصيرفي، فضايقه في النقد، فقال: إنك لم تبع به بزًا. فقال شريك: والله بعت أكبر من البز، بعت به ديني.

قال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي: سمعت أبا توبة الحلبي يقول: كنا بالرملة، فقالوا: من رجل الأمة? فقال قوم: ابن لهيعة. وقال قوم: مالك. فقدم علينا عيسى بن يونس، فسألناه، فقال: رجل الأمة شريك. وكان شريك يومئذ حيًّا.

قال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا سَلْم بن قادم، حدثنا موسى بن داود، حدثنا عباد بن العوام، قال: قدم علينا شريك من نحو خمسين سنة، فقلنا له: إن عندنا قومًا من المعتزلة، ينكرون هذه الأحاديث: "إن أهل الجنة يرون ربهم" (١)، "وإن الله ينزل إلى السماء الدنيا" (٢). فحدث شريك بنحو من عشرة أحاديث في هذا، ثم قال: أما نحن فأخذنا ديننا عن أبناء التابعين، عن الصحابة، فهم عمن أخذوا?

قال شريك، عن أشعث، عن محمد بن سيرين، قال: أدركت بالكوفة أربعة آلاف شاب يطلبون العلم.

قال أبو نعيم النَّخَعي: سمعت شريكًا يقول: ترى أصحاب الحديث هؤلاء يطلبونه لله?! إنما يتظرفون به.

قال عمرو بن علي الفَلاس: كان يحيى لا يحدث عن شريك، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه.


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٤٨٥١"، ومسلم "٦٣٣" "٢١٢"، وأبو داود "٤٧٢٩"، وعبد الله بن أحمد في "السنة" "٢٢٠"، وابن منده "٧٩٨"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص ١٦٧ - ١٦٨"، والطبراني "٢٢٢٧" و"٢٢٢٨" من طريق جرير، عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوسا ليلة مع النبي ﷺ فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا"، ثم قرأ: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: ٣٩].
(٢) صحيح: أخرجه مالك "١/ ٢١٤"، ومن طريقه أخرجه أحمد "٢/ ٤٨٧"، والبخاري "١١٤٥" و"٧٤٩٤"، ومسلم "٧٥٨"، وأبو داود "١٣١٥"، وابن خزيمة في "التوحيد" "ص ١٢٧" وابن أبي عاصم في "السنة" "٤٩٢"، وأبو القاسم اللالكائي في "شرح السنة" "٣/ ٤٣٥ و ٤٣٦" والبيهقي "٣/ ٢" في السنن، وفي "الأسماء والصفات" "ص ٤٤٩" عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأعز، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "ينزلُ ربُّنا -جل وعلا- كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني أغفر له".

<<  <  ج: ص:  >  >>