للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعقوب السَّدوسي: حدثنا سليمان بن منصور، حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، قال: قلت لمحمد بن الحسن: أما ترى كثرة قول الناس في شريك? -يعني: في حمده- مع كثرة خطئه وخطله. قال: اسكت ويحك! أهل الكوفة كلهم معه، يتعصب للعرب، فهم معه، ويتشيع لهؤلاء الموالي الحمقى، فهم معه.

قال عيسى بن يونس: ما رأيت في أصحابنا أشد تقشفًا من شريك، ربما رأيته يأخذ شاته، يذهب بها إلى الناس، وربما حزرت ثوبيه قبل القضاء بعشرة دراهم، وربما دخلت بيته، فإذا ليس فيه إلا شاة يحلبها، ومطهرة، وبارية (١)، وجرة، فربما بلَّ الخبز في المطهرة، فيلقي إليَّ كتبه، فيقول: اكتب حديث جدك ومن أردت.

وقال يعقوب السدوسي: وحدثني الهيثم بن خالد، قال: حدث شريك يومًا بحديث: "وُضعتُ في كفة". فقال رجل لشريك: فأين كان علي Object? قال: مع الناس في الكفة الأخرى.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: سمعت بعض الكوفيين يقول: قال شريك: قدم علينا سالم الأفطس، فأتيته ومعي قرطاس فيه مائة حديث، فسألته، فحدثني بها، وسفيان يسمع، فلما فرغ قال لي سفيان: أرني قرطاسك. فأعطيته، فخرَّقَه. قال: فرجعت إلى منزلي، فاستلقيت على قفاي، فحفظت منها سبعة وتسعين حديثًا، وحفظها سفيان كلَّها.

قال الحافظ ابن عدي: حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بمصر، حدثنا محمد بن الصباح الدولابي، حدثنا نصر بن المُجَدَّر، قال: كنت شاهدًا حين أدخل شريك، ومعه أبو أمية، وكان أبو أمية رفع إلى المهدي: أن شريكًا حدثه عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان: أن النبي Object قال: "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإذا زاغوا عن الحق، فضعوا سيوفكم على عواتقكم، ثم أبيدوا خضراءهم" (٢).


(١) البارية: حصير، فارسية معربة.
(٢) ضعيف: فيه علتان: الأولى: ضعف شريك بن عبد الله النَّخَعي لسوء حفظه. وأما العلة الثانية: الانقطاع بين سالم بن أبي الجعد، وثوبان. والحديث رواه أحمد "٥/ ٢٧٧" وأبو سعيد الأعرابي في "معجمه" "١٢٥/ ٢"، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" "١/ ١٢٤"، والطبراني في "المعجم الصغير" "١٩٣"، والخطيب في "تاريخ بغداد" "١٢/ ١٤٧"، والخطابي في "الغريب" "٧١/ ١" من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مرفوعا.
قلت: وإسناده ضعيف كما بينا لانقطاعه بين سالم وثوبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>