للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المهدي: أنت حدثت بهذا? قال: لا. فقال أبو أمية: عليَّ المشي إلى بيت الله، وكل مالي صدقة، إن لم يكن حدثني. فقال شريك: وعليَّ مثل الذي عليه إن كنت حدثته. فكأن المهدي رضي. فقال أبو أمية: يا أمير المؤمنين! عندك أدهى العرب، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب، قل له يحلف كما حلفت. فقال: احلف. فقال شريك: قد حدثته. فقال المهدي: ويلي على شارب الخمر -يعني: الأعمش، وذلك أنه كان يشرب المُنَصَّفَ (١) - لو علمت موضع قبره، لأحرقته.

قال شريك: لم يكن يهوديًّا، كان رجلا صالحًا. قال: بل زنديق. قال: للزنديق علامات: بتركه الجمعات، وجلوسه مع القيان، وشربه الخمر. فقال: والله لأقتلنك. قال: ابتلاك الله بمهجتي. قال: أخرجوه. فأخْرِجَ، وجعل الحرس يُشَقِّقون ثيابه، وخرقوا قلنسوته. قال نصر: فقلت لهم: أبو عبد الله. فقال المهدي: دعهم.

أحمد بن عثمان بن حكيم: أخبرنا أبي، قال: كان شريك لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذ، ثم يصلي ركعتين، ثم يخرج رقعة، فينظر فيها، ثم يدعو بالخصوم. فقيل لابنه عن الرقعة، فأخرجها إلينا، فإذا فيها: يا شريك! اذكر الصراط وحدته، يا شريك! اذكر الموقف بين يدي الله -تعالى.

روى محمد بن يحيى القطان، عن أبيه، قال: رأيت تخليطًا في أصول شريك.

وقال أبو يعلى: سمعت ابن معين يقول: شريك ثقة، إلا أنه يغلط، ولا في يتقن، ويذهب بنفسه على سفيان، وشعبة.

وقال الدارقطني: ليس شريك بقوي فيما ينفرد به.


(١) المنصَّف: هو الشراب الذي يطبخ حتى يذهب نصفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>