ولا من أبي خالد، ولا من سيَّار، ولا من موسى الجهني، ولا من علي بن زيد بن جدعان، ثم سمى جماعة كثيرة، يعني فروايته عنهم مدلسة.
قال إبراهيم الحربي: كان والد هشيم صاحب صحْنَاء وكَامَخ، فكان يمنع هشيمًا من الطلب، فكتب العلم حتى ناظر أبا شيبة القاضي، وجالسه في الفقه. قال: فمرض هشيم، فجاء أبو شيبة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، فقال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده. فجاء فوجد القاضي في داره فقال: متى أملت أنا هذا، قد كنت يا بني أمنعك، أما اليوم فلا بقيت أمنعك.
قال وهب بن جرير: قلنا لشعبة: نكتب عن هشيم? قال: نعم، ولو حدثكم عن ابن عمر فصدقوه.
قال أحمد بن حنبل: لزمت هشيمًا أربع سنين، أو خمسًا، ما سألته عن شيء، إلا مرتين، هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان هشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري.
وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدًا أحفظ للحديث من هشيم، إلا سفيان. إن شاء الله.
قال أحمد بن عبد الله العِجلي: هشيم ثقة، يعد من الحفاظ، وكان يدلس.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني من سمع عمرو بن عون يقول: مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشرين سنة.
وقال عمرو بن عون: سمعت حماد بن زيد يقول: ما رأيت في المحدثين أنبل من هشيم.
وسئل أبو حاتم عن هشيم، فقال: لا يسأل عنه في صدقه، وأمانته، وصلاحه.
وقال عبد الله بن المبارك: من غير الدهر حفظه، فلم يغير حفظ هشيم.
قال يحيى بن أيوب العابد: سمعت نصر بن بسام وغيره من أصحابنا، قالوا: أتينا معروفًا الكرخي فقال: رأيت النبي ﷺ في المنام، وهو يقول لهشيم: "جزاك الله عن أمتي خيرًا". فقلت لمعروف: أنت رأيت? قال: نعم، هشيم خير مما نظن.
أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، حدثنا أبو سفيان الحميري، عن هشيم قال: قدم الزبير ﵁ الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف، وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت بها إليك، فقبلها