وعن يعقوب الوزير قال: كان المهدي لا يحب النبيذ، لكنه يتفرج على غلمانه فيه، فألومه، وأقول: على ماذا استوزرتني? أبعد الصلوات في الجامع يشرب النبيذ عندك، وتسمع السماع?! فيقول: قد سمعه عبد الله بن جعفر. فأقول: ليس ذا من حسناته.
وقال عبيد الله بن يعقوب: ألحَّ أبي على المهدي في السماع، وضجر من الوزارة، ونوى الترك.
وكان يقول: لخمر أشربه وأتوب منه، أحب إلي من الوزارة، وإني لأركب إليك يا أمير المؤمنين، فأتمنى يدًا خاطئة تصيبني، فأعفني، وول من شئت، فإني أحب أن أسلم عليك أنا وولدي، فما أتفرغ، وليتني أمور الناس، وإعطاء الجند، وليس دنياك عوضًا من ديني. فيقول: اللهم أصلح قلبه.
وقال شاعر:
فدع عنك يعقوب بن داود جانبا … وأقبل على صهباء طيبة النشر
ولما عزله المهدي، عزل أصحابه، وسجن عدة من آله وغلمانه وأعوانه.