للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إما نعيم وعيش لا انقضاء له … أو الجحيم فلا تبقي ولا تدع

تهوي بساكنها طورًا وترفعه … إذا رجوا مخرجًا من غمها قمعوا

لينفع العلم قبل الموت عالمه … قد سأل قوم بها الرجعى فما رجعوا

وروى إسحاق بن سنين لابن المبارك:

إني امرؤ ليس في ديني لغامزه … لين ولست على الإسلام طعانا

فلا أسب أبا بكر ولا عمرا … ولن أسب معاذ الله عثمانا

ولا ابن عم رسول الله أشتمه … حتى ألبس تحت الترب أكفانا

ولا الزبير حواري الرسول ولا … أهدي لطلحة شتمًا عز أو هانا

ولا أقول علي في السحاب إذًا … قد قلت والله ظلمًا ثم عدوانا

ولا أقول بقول الجهم إن له … قولا يضارع أهل الشرك أحيانا

ولا أقول تخلى من خليقته … رب العباد وولى الأمر شيطانا

ما قال فرعون هذا في تمرده … فرعون موسى ولا هامان طغيانا

الله يدفع بالسلطان معضلة … عن ديننا رحمة منه ورضوانا

لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل … وكان أضعفنا نهبًا لأقوانا

فيقال: إن الرشيد أعجبه هذا، فلما أن بلغه موت ابن المبارك بهيت، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا فضل! إيذن للناس يعزونا في ابن المبارك. وقال: أما هو القائل:

الله يدفع بالسطان معضلة

فمن الذي يسمع هذا من ابن المبارك، ولا يعرف حقنا?

قال الكُدَيمي: حدثنا عبدة بن عبد الرحيم، قال: كنت عند فضيل ابن عياض وعنده ابن المبارك، فقال قائل: إن أهلك وعيالك قد احتاجوا مجهودين محتاجين إلى هذا المال، فاتق الله، وخذ من هؤلاء القوم. فزجره ابن المبارك، وأنشأ يقول:

خذ من الجاروش والـ … ـآرز والخبز الشعير

واجعلن ذاك حلالا … تنج من حر السعير

وانأ ما اسطعت هدا … ك الله عن دار الأمير

<<  <  ج: ص:  >  >>