للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا جاعل العلم له بازيا … يصطاد أموال المساكين

احتلت للدنيا ولذاتها … بحيلة تذهب بالدين

فصرت مجنونًا بها بعدما … كنت دواء للمجانين

أين رواياتك في سردها … عن ابن عون وابن سيرين

أين رواياتك فيما مضى … في ترك أبواب السلاطين

إن قلت أكرهت فما ذا كذا … زل حمار العلم في الطين

وروى: عبد الله بن محمد قاضي نصيبين، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، قال: أملى عليَّ ابن المبارك سنة سبع وسبعين ومائة، وأنفذها معي إلى الفضل بن عياض من طرسوس:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا … لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب جيده بدموعه … فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيلة في باطل … فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا … رهج السنابك (١) والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا … قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار خيل الله في … أنف امرئ ودخان نار تلهب

هذا كتاب الله ينطق بيننا … ليس الشهيد بميت لا يكذب

فلقيت الفضيل بكتابه في الحرم، فقرأه، وبكى، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح.

قال ابن سهم الأنطاكي: سمعت ابن المبارك ينشد:

فكيف قرت لأهل العلم أعينهم … أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا

والنار ضاحية لابد موردها … وليس يدرون من ينجو ومن يقع

وطارت الصحف في الأيدي منشرة … فيها السرائر والجبار مطلع


(١) الرهج: الغبار. والسنابك: طرف حوافر الخيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>