للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فلقد فارقت عاصمًا وما أسقط من القرآن حرفًا.

قال عبيد بن يعيش: سمعت أبا بكر يقول: ما رأيت أحدًا أقرأ من عاصم، فقرأت عليه، وما رأيت أحدًا أفقه من المغيرة (١)، فلزمته.

وعن أبي بكر بن عياش، قال: الدخول في العلم سهل، لكن الخروج منه إلى الله شديد.

وعن بشر بن الحارث سمع أبا بكر بن عياش يقول: يا ملكي ادعوا الله لي، فإنكما أطوع لله مني.

وقد روي من وجوه متعددة أن أبا بكر بن عياش مكث نحوًا من أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة.

وهذه عبادة يخضع لها، ولكن متابعة السنة أولى، فقد صح أن النبي ﷺ نهى عبد الله بن عمرو أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث (٢)، وقال ﵇: "لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" (٣).

قال أبو العباس بن مسروق: حدثنا يحيى الحمَّاني، قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة، بكت أخته، فقال لها: ما يبكيك? انظري إلى تلك الزاوية، فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة.


(١) هو: المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، أبو هاشم، ويقال أبو هشام المدني، ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، كان ثقة قليل الحديث.
(٢) صحيح: أخرجه أحمد "٢/ ١٥٨"، والبخاري "٥٠٥٢"، ومسلم "١١٥٩" "١٨٢"، والنسائي "٤/ ٢١٠"، والبيهقي في "السنن" "٢/ ٣٩٦" من طرق عن عبد الله بن عمرو في حديث طويل مرفوعا، وفيه: "واقرأ القرآن في كل شهر". قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشرين". قال: قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشر". قال قلت: يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا". قال: فشددت فشدد علي.
قال: وقال لي النبي ﷺ: "إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر". واللفظ لمسلم. وأخرجه مسلم "١١٥٩" "١٨٤" عن عبد الله بن عمرو مثله.
(٣) صحيح: على شرطهما: أخرجه أحمد "٢/ ١٦٤ و ١٨٩ و ١٩٥"، وأبو داود "١٣٩٠"، والترمذي "٢٩٤٩"، وابن ماجه "١٣٤٧" من طريق قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله، عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ. فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>