للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال سفيان بن عيينة: قال لي أبو بكر بن عياش: رأيت الدنيا في النوم عجوزًا مشوهة.

وروى ابن أبي الدنيا، عن محمد بن عبيد القرشي -وهو والده، إن شاء الله- قال: قال أبو بكر بن عياش: وددت أنه صفح لي عما كان مني في الشباب، وأن يدي قطعتا.

سئل أبو بكر عن القرآن، فقال: هو كلام الله، غير مخلوق.

وعن أبي بكر، قال: إمامنا (١) يهمز "مؤصدة"، فأشتهي أن أسد أذني إذا همزها.

قال أحمد بن يونس: قلت لأبي بكر بن عياش: لي جار رافضي قد مرض. قال: عده مثل ما تعود اليهودي، والنصراني، لا تنوي فيه الأجر.

قال يوسف بن يعقوب الصفَّار: سمعت أبا بكر يقول: ولدت سنة سبع وتسعين، وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز، ومكثت خمسة أشهر، ما شربت ماء، ما أشرب إلا النبيذ.

قلت: النبيذ الذي هو نقيع التمر، ونقيع الزبيب، ونحو ذلك، والفقاع، حلال شربه، وأما نبيذ الكوفيين الذي يسكر كثيره، فحرام الإكثار منه عند الحنفية، وسائر العلماء، وكذلك يحرم يسيره عنه الجمهور، ويترخص فيه الكوفيون، وفي تحريمه عدة أحاديث.

وكان الإمام أبو بكر قد قطع الإقراء قبل موته بنحو من عشرين سنة، ثم كان يروي الحروف، فقيدها عنه يحيى بن آدم عالم الكوفة، واشتهرت قراءة عاصم من هذا الوجه، وتلقتها الأمة بالقبول، وتلقاها أهل العراق.

وأما الحديث: فيأتي أبو بكر فيه بغرائب ومناكير.

قال محمد بن المثنى: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي: حديث أبي بكر بن عياش، عن منصور، عن مجاهد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر: لا تقطع الخمس إلا في خمس. وحديث مطرف، عن الشعبي: أن عمر قال: لا يرث قاتل خطاء ولا عمدًا، حدث بهما أبو بكر، فأيهما أنكر عندك? -وكان حديث مطرف عندي أنكر- فقال: حديث منصور. ثم قال عبد الرحمن: قد سمعتهما منه أربعين سنة.

قال أحمد بن عبد الله بن يونس: حدثنا أبو بكر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: أتى رجل أهله، فرأى ما بهم من الخصاصة، فخرج إلى البرية، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما يعتجن ويختبز. قال: فإذا الجفنة ملأى عجينًا، وإذا الرحى تطحن، وإذا التنور


(١) هو: عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، أحد القراء السبعة. وهو إمامه في القراءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>