للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عدي: حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، سمعت بركة بن محمد الحلبي يقول: كنا عند بقية في غرفة، فسمع الناس يقولون: لا، لا. فأخرج رأسه من الروزنة، وجعل يصيح معهم: لا، لا. فقلنا: يا أبا يحمد، سبحان الله! أنت إمام يقتدى بك! قال: اسكت، هذه سنة بلدنا. بركة واه.

وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: أخبرنا محمد بن خالد البردعي بمكة، حدثنا عطية بن بقية، قال: قال أبي: دخلت على هارون الرشيد، فقال لي: يا بقية! إني أحبك. فقلت: ولأهل بلدي يا أمير المؤمنين? قال: إنهم جند سوء، لهم كذا كذا غدرة. ثم قال: حدثني؟ فقلت: حدثنا محمد بن زياد، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله Object: "أنا سابق العرب … "، وذكر الحديث. فقال: زدني. فقلت: حدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله Object: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، مع كل ألف سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي" (١). قال: فامتلأ من ذلك فرحًا، وقال: يا غلام! الدواة. وكان القيم بأمره الفضل بن الربيع، ومرتبته بعيدة، فناداني: يا بقية! ناول أمير المؤمنين الدواة بجنبك. قلت: ناوله أنت يا هامان. فقال: أسمعت ما قال أمير المؤمنين? قال: اسكت، فما كنت عنده هامان حتى أكون أنا عنده فرعون.

محمد بن مُصفَّى: حدثنا بقية، قال: قال لي شعبة: بحر لنا، بحر لنا، أي: حدثنا عن بحير بن سعد. وقال حيوة بن شريح: حدثنا بقية، قال لي شعبة: أهد لي حديث بحير. فبعث بها إليه، يعني: صحيفة بحير فمات شعبة، ولم تصل إليه.

عمر بن سنان المَنْبِجِي: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال لي بقية: فقال لي شعبة: يا أبا يحمد! نحن أبصر بالحديث وأعلم به منكم. قلت: أتقول ذا يا أبا بسطام? قال: نعم. قلت: فما تقول في رجل ضرب على أنفه، فذهب شمه? فتفكر فيها، وجعل ينظر، وقال: أيش تقول يا أبا يحمد? فقلت: حدثنا ابن ذي حماية، قال: كان مشيختنا يقولون: يجعل في أنفه الخردل، فإن حركه، علمنا أنه كاذب، وإن لم يحركه، فقد صدق.

ابن أبي السري العسقلاني: عن بقية، قال لي شعبة: ما أحسن حديثك! ولكن ليس له أركان. فقلت: حديثكم أنتم ليس له أركان تجيئني بغالب القطان، وحميد الأعرج، وأبي


(١) حسن: أخرجه أحمد "٥/ ٢٦٨"، والترمذي "٢٤٣٧"، وابن ماجه "٤٢٨٦"، وابن أبي عاصم في "السنة" "٥٨٩" من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن محمد بن زياد الألهاني، به.
قلت: إسناده حسن، إسماعيل بن عياش، صدوق في روايته عن أهل بلده، وقد روى عن الألهاني، وهو حمصي شامي مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>