وعن أبي يوسف، قال: صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة.
وعن هلال الرأي، قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، ويحفظ المغازي، وأيام العرب، كان أحد علومه الفقه.
وعن ابن سماعة، قال: كان ورد أبي يوسف في اليوم مائتي ركعة.
قال ابن المديني: ما أخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحجر، وكان صدوقًا.
قال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت أبا يوسف عند وفاته يقول: كل ما أفتيت به، فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسنة. وفي لفظ: إلا ما في القرآن، واجتمع عليه المسلمون.
قال بشر بن الوليد: سمعت أبا يوسف: من طلب المال بالكيمياء، أفلس، ومن طلب الدين بالكلام، تزندق، ومن تتبع غريب الحديث، كذب.
قال ابن عدي: لا بأس به.
وقال النسائي في "طبقات الحنفية": وأبو يوسف ثقة.
وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه.
بكار بن قتيبة: سمعت أبا الوليد، قال: لما قدم أبو يوسف البصرة مع الرشيد، اجتمع الفقهاء والمحدثون على بابه، فأشرف عليهم، وقال: أنا من الفريقين جميعًا، ولا أقدم فرقة. على فرقة قال: وكان قاضي الآفاق، ووزير الرشيد، وزميله في حَجِّه.
محمد بن شجاع: حدثنا الحسن بن أبي مالك، سمعت أبا يوسف يقول: لا نصلي خلف من قال: القرآن مخلوق. ولا يفلح من استحلى شيئًا من الكلام.
قلت: بلغ أبو يوسف من رئاسة العلم ما لا مزيد عليه، وكان الرشيد يبالغ في إجلاله.
قال محمد بن سعدان: حدثنا أبو سليمان الجوزجاني، سمعت أبا يوسف يقول: دخلت على الرشيد وفي يده دُرَّتان يقبلهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما? قلت: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وما هو? قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي، وقال: شأنك بهما.
قال بشر بن الوليد: توفي أبو يوسف يوم الخميس، خامس ربيع الأول، سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقال غيره: مات في غرة ربيع الآخر، وعاش تسعًا وستين سنة. وقد أفردت له ترجمة في كراس.
وما أنبل قوله الذي رواه جماعة، عن بشر بن الوليد، سمعت أبا يوسف يقول: العلم بالخصومة والكلام جهل، والجهل بالخصومة والكلام علم.
قلت: مثاله شبه وإشكالات من نتائج أفكار أهل الكلام، تورد في الجدال على آيات الصفات وأحاديثها، فيكفر هذا هذا، وينشأ الاعتزال، والتجهم، والتجسيم، وكل بلاء. نسأل الله العافية.