قال بندار: سمعت عبد الرحمن يقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لكتبت تفسير الحديث إلى جنبه، ولأتيت المدينة حتى أنظر في كتب قوم سمعت منهم.
قال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: سمعت عليًا يقول -وذكر الفقهاء السبعة- فقال: كان أعلم الناس بقولهم وحديثهم: ابن شهاب، ثم بعده مالك، تم بعده عبد الرحمن بن مهدي.
وقال أحمد بن حنبل: إذا حدث عبد الرحمن عن رجل، فهو ثقة.
وقال علي: كان ورد عبد الرحمن كل ليلة نصف القرآن.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي كتابًا قط -يعني: كان يحدث حفظًا.
وقال رسته: سمعت عبد الرحمن يقول: كان يقال: إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم، فهو يوم غنيمته، وإذا لقي من هو مثله، دارسه، وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه، تواضع له، وعلمه، ولا يكون إمامًا في العلم من حدث بكل ما سمع، ولا يكون إمامًا من حدث عن كل أحد، ولا من يحدث بالشاذ والحفظ للإتقان.
وقال ابن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: معرفة الحديث إلهام.
قال يوسف بن ضحاك: سمعت القواريري يقول: كان ابن مهدي يعرف حديثه وحديث غيره. وكان يحيى القطان يعرف حديثه، فسمعت حماد بن زيد يقول: لئن عاش عبد الرحمن بن مهدي، لنخرجن رجل أهل البصرة.
قال أبو بكر بن أبي الأسود: سمعت ابن مهدي يقول بحضرة يحيى القطان -وذكر الجهمية- فقال: ما كنت لأناكحهم، ولا أصلي خلفهم.
قال عبد الرحمن بن عمر رُسْتَه: سمعت عبد الرحمن يقول: الجهمية يريدون أن ينفوا الكلام عن الله، وأن يكون القرآن كلام الله، وأن يكون كلم موسى، وقد وكده الله -تعالى- فقال: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء: ١٦٤].
قال عبد الرحمن رُسْتَه: سألت ابن مهدي عن الرجل يبني بأهله، أيترك الجماعة أيامًا? قال: لا، ولا صلاة واحدة. وحضرته صبيحة بني على ابنته، فخرج، فأذن، ثم مشى إلى بابهما، فقال للجارية: قولي لهما: يخرجان إلى الصلاة. فخرج النساء والجواري، فقلن: