للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعاش أبوه بعده، وكان شيخًا عاميًّا، ربما كان يمزح بجهل، ويشير إلى الجماعة إلى ابنه، ويشير إلى متاعه، فيقول: هذا خرج من هذا.

وقال عبد الرحمن بن محمد بن سلم: سمعت عبد الرحمن بن عمر، سمعت ابن مهدي يقول: فتنة الحديث أشد من فتنة المال والولد.

قال أبو قدامة: سمعت ابن مهدي يقول: لأن أعرف علة حديث، أحب إلي من أن أستفيد عشرة أحاديث.

قال عبد الله أخو رسته: سمعت ابن مهدي يقول: محرم على الرجل أن يفتي إلا في شيء سمعه من ثقة.

وعن عبد الرحمن: أنه كان يكره الجلوس إلى ذي هوى، أو ذي رأي.

وقال رسته: قام ابن مهدي من المجلس، وتبعه الناس، فقال: يا قوم! لا تطئون عقبي، ولا تمشون خلفي، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن، قال عمران: خفق النعال خلف الأحمق قل ما يبقى من دينه.

قال رسته: سألت ابن مهدي عن الرجل يتمنى الموت مخافة الفتنة على دينه؟ قال: ما أرى بذلك بأسًا، لكن لا يتمناه من ضر به، أو فاقة، تمنى الموت أبو بكر وعمر ومن دونهما.

وسمعت ابن مهدي يقول: قال رسول الله : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" (١). فقلت: الآمر رجل. فقال: خذ بما لا يريبك حتى لا يصيبك ما يريبك -يعني: الحيل.

وبلغنا عن ابن مهدي، قال: ما هو -يعني: الغرام بطلب الحديث- إلا مثل لعب الحمام، ونطاح الكباش.

قلت: صدق -والله- إلا لمن أراد به الله، وقليل ما هم.

أخبرنا أبو حفص عمرو بن عبد المنعم (٢)، أخبرنا القاضي جمال الدين عبد الصمد بن


(١) صحيح: أخرجه عبد الرزاق "٤٩٨٤"، والطيالسي "١١٧٨"، والترمذي "٢٥١٨"، والنسائي "٨/ ٣٢٧"، والدارمي "٢/ ٢٤٥"، والحاكم "٢/ ١٣" و"٤/ ٩٩"، والطبراني في "الكبير" "٢٧٠٨" و"٢٧١١"، وأبو نعيم في "الحلية" "٨/ ٢٦٤"، والبغوي "٢٠٣٢" من طريق بريد بن أبي مريم، السعدي، عن الحسن بن علي، به.
(٢) هو: عمر بن عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن غدير، الثقة المعمر مسند وقته ناصر الدين، أبو القاسم وأبو حفص الطائي الدمشقي ابن القواس. ذكره الذهبي في "معجم الشيوخ" "٢/ ترجمة ٥٨١".

<<  <  ج: ص:  >  >>