للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"ففي أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الأولى: بالفاتحة ويس وفي الثانية: بالفاتحة والدخان وفي الثالثة: بـ آلم السجدة وفي الرابعة: تبارك فإذا فرغت فاحمد الله، وأحسن الثناء، وصل علي وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين، وقل: اللهم ارحمني بترك المعاصي، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم بديع السماوات، والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك، ونور وجهك، أن تلزم قلبي حفظ كتابك … " في دعاء فيه طويل إلى أن قال: "يا أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا أو سبعًا، تجاب بإذن الله". قال: فما لبث علي إلَّا خمسًا أو سبعًا حتى جاء في مثل ذلك المجلس، فقال: يا رسول الله ما لي كنت فيما خلا لا آخذ إلَّا أربع آيات ونحوهن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية، ولقد كنت أسمع الأحاديث فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا حدثت لم أحرف منها حرفًا؟ فقال له عند ذلك: "مؤمن -ورب الكعبة- أبا الحسن" (١). قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الوليد.

قلت: هذا عندي موضوع، والسلام، ولعل الآفة دخلت على سليمان ابن بنت شرحبيل فيه فإنه منكر الحديث، وإن كان حافظًا فلو كان قال فيه: عن ابن جريج لراج ولكن صرح بالتحديث فقويت الريبة، وإنما هذا الحديث يرويه هشام بن عمار عن محمد بن إبراهيم القرشي عن أبي صالح عن عكرمة عن ابن عباس، ومحمد هذا ليس بثقة، وشيخه لا يدرى من هو.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي: أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب أخبرنا هبة الله بن أبي


(١) موضوع: أخرجه الترمذي "٣٥٧٠"، والحاكم "١/ ٣١٦ - ٣١٧" من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، به.
وقال الحاكم في إثره: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: "قلت: هذا حديث منكر شاذ أخاف لا يكون موضوعا وقد حيرني والله جودة إسناده، فإن الحاكم قال فيه: حدثنا أبو النضر محمد الفقيه وأحمد بن محمد العنزي، قالا: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي "ح" وحدثني أبو بكر بن محمد بن جعفر المركي حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي قالا: حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم فذكره مصرحا بقوله: حدثنا ابن جريج فقد حدث به سليمان قطعا وهو ثبت، فالله أعلم.
وقال في "الميزان: "٣/ ٢١٣" في ترجمة سليمان بن عبد الرحمن راويه عن الوليد بن مسلم: وهو مع نظافة سنده حديث منكر جدا في نفسي منه شيء، وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" "٢/ ٢١٣ - ٢١٤": طرق أسانيد هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>