وقد جرحه يحيى بن معين، والصواب أنه صدوق كما قال أبو حاتم، وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه قال: صحيح الحديث قليل الغلط.
وقال أبو الحسين بن المنادى: كان مجلسه يحزر ببغداد بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان يستملي عليه: هارون الديك وهارون مكحلة.
قال عمر بن حفص السدوسي: سمعنا من عاصم بن علي، فوجه المعتصم من يحزر مجلسه في رحبة النخل التي في جامع الرصافة، وكان يجلس على سطح وينتشر الناس حتى إني سمعته يومًا يقول: حدثنا الليث بن سعد ويستعاد. فأعاد أربع عشرة مرة والناس لا يسمعون، وكان هارون المستملي يركب نخلة معوجة يستملي عليها فبلغ المعتصم كثرة الخلق، فأمر بحزرهم فوجه بقطاعي الغنم، فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف.
وعن أحمد بن عيسى، قال: أتاني آت في منامي فقال لي: عليك بمجلس عاصم بن علي فإنه غيظ لأهل الكفر.
قلت: كان عاصم ﵀ ممن ذب عن الدين في المحنة، فروى الهيثم بن خلف الدوري أن محمد بن سويد الطحان حدثه قال: كنا عند عاصم بن علي، ومعنا أبو عبيد وإبراهيم بن أبي الليث وجماعة، وأحمد بن حنبل يضرب، فجعل عاصم يقول: إلَّا رجل يقوم معي فنأتي هذا الرجل، فنكلمه? قال: فما يجيبه أحد. ثم قال ابن أبي الليث: أنا أقوم معك يا أبا الحسين. فقال: يا غلام! خفي. فقال ابن أبي الليث: يا أبا الحسين! أبلغ إلى بناتي فأوصيهم فظننا أنه ذهب يتكفن، ويتحنط ثم جاء فقال: إني ذهبت إليهن فبكين. قال: وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط: يا أبانا! إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول: القرآن مخلوق فاتق الله، ولا تجبه فوالله لأن يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك أجبت.
قلت: ذكر ابن عدي لعاصم بن علي ثلاثة أحاديث تفرد بها عن شعبة. ثم قال ابن عدي: لا أعلم له شيئًا منكرًا سواها ولم أر بحديثه بأسًا.
قالوا: توفي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين. وسمع أبو داود منه أحاديث يسيره، وتوفي عاصم.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا عبد الله بن أحمد في سنة ست عشرة وست مائة أخبرنا أبو الفتح بن البطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأخبرنا إسماعيل، أخبرنا ابن قدامة أخبرنا يحيى بن ثابت، أخبرنا أبي قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد