للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: ما قال لي شيئا. فقال أبشر فلما أصبحنا قرأ رسول الله سورة المنافقين حتى بلغ منها: ﴿الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون: ٨].

وقال إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، قال: سمعت عبد الله بن أبي يقول لأصحابه: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله. وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي فذكره لرسول الله ، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم وكذبني، فأصابني هم، فأنزل الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ﴾ [المنافقون: ١]، فأرسل إليَّ رسول الله فقرأها عليَّ، وقال: "إن الله صدقك يا زيد". أخرجه البخاري (١).

وقال أنس بن مالك: زيد بن أرقم هو الذي يقول له رسول الله : "هذا الذي أوفى الله له بأذنه". أخرجه البخاري، من حديث عبد الله بن الفضل عن أنس (٢).

وقال الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر أن النبي قدم من سفر، فلما كان قرب المدينة هاجت ريح تكاد أن تدفن الراكب، فزعم أن رسول الله قال: "بعثت هذه الريح لموت منافق". قال: فقدم المدينة فإذا منافق عظيم قد مات. أخرجه مسلم (٣).

وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود عن عروة قال: فلما نزل رسول الله من طريق عمان سرحوا ظهرهم، وأخذتهم ريح شديدة، حتى أشفق الناس منها، وقيل: يا رسول الله ما شأن هذه الريح؟ فقال: "مات اليوم منافق عظيم النفاق، ولذلك عصفت الريح وليس عليكم منها بأس إن شاء الله". وذلك في قصة بني المصطلق.

وقال يونس، عن ابن إسحاق، عن شيوخه الذين روى عنهم قصة بني المصطلق، قالوا:

فانصرف رسول الله ، حتى إذا كان ببقعاء من أرض الحجاز دون البقيع هبت ريح شديدة فخافها الناس فقال رسول الله : "لا تخافوا فإنها هبت لموت عظيم من عظماء الكفر". فوجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت قد مات يومئذ، وكان من بني قينقاع، وكان قد أظهر الإسلام وكان كهفا للمنافقين.

وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: لما قدم النبي المدينة من بني المصطلق، أتاه


(١) صحيح: أخرجه البخاري "٤٩٠٠" حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل به.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٤٩٠٦" من طريق موسى بن عقبة، قال حدثني عبد الله بن الفضل، به.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم "٢٧٨٢" حدثني أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>