وقال محمد بن إسماعيل الصائغ نزيل مكة: قال رجل ليزيد بن هارون: كم جزؤك? قال: وأنام من الليل شيئًا? إذا لا أنام الله عيني.
وقال يحيى بن أبي طالب: سمعت من يزيد ببغداد وكان يقال: إن في مجلسه سبعين ألفًا.
قلت: احتفل محدثو بغداد وأهلها لقدوم يزيد، وازدحموا عليه لجلالته وعلو إسناده.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: يزيد بن هارون: ثقة ثبت متعبد حسن الصلاة جدا، يصلي الضحى ست عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل. قال: وكان قد عمي.
قال أبو بكر بن أبي شيبة: ما رأيت أحدًا أتقن حفظًا من يزيد بن هارون.
قال أحمد بن سنان: كان يزيد، وهشيم معروفين بطول صلاة الليل والنهار.
وقال يعقوب بن شيبة: كان يزيد يعد من الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر.
أنبأنا المسلم بن محمد، وجماعة قالوا: أخبرنا زيد بن الحسن أخبرنا أبو منصور الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب أخبرنا أبو بكر الحيري، حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني الحسن بن شاذان الحافظ، حدثني ابن عرعرة حدثني يحيى بن أكثم قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون لأظهرت القرآن مخلوق فقيل: ومن يزيد حتى يتقى? فقال: ويحك! إني لأرتضيه لا أن له سلطنة، ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي فيختلف الناس وتكون فتنة.
العباس بن عبد العظيم وأحمد بن سنان: عن شاذ بن يحيى سمع يزيد بن هارون يقول: من قال: القرآن مخلوق فهو زنديق.
وقد كان يزيد رأسًا في السنة معاديًا للجهمية منكرا تأويلهم في مسألة الاستواء.
وروى حمدويه بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: أصل يزيد بن هارون من بخارى.
وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: كان يزيد يخضب خضابًا قانيًا.
قال يحيى بن معين: يزيد بن هارون مثل هشيم وابن علية.
وقال أحمد بن حنبل: سماع يزيد من ابن أبي عروبة ضعيف أخطأ في أحاديث.
قلت: إنما الضعف فيها من قبل سعيد بن أبي عروبة؛ لأنه سمع منه بعد التغير.