مسجد المدينة، وهو يدرس فقلنا: أي شيء تدرس? فقال: جزئي من المغازي، وقلنا يومًا له: هذا الذي تجمع الرجال تقول: حدثنا فلان وفلان وجئت بمتن واحد لو حدثتنا بحديث كل واحد على حدة فقال: يطول قلنا له: قد رضينا فغاب عنا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد في عشرين جلدًا فقلنا: ردنا إلى الأمر الأول.
قال أبو بكر الخطيب: كان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه، وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن: فأنبأني الحسين بن محمد الرافقي حدثنا أحمد بن كامل القاضي، حدثني محمد بن موسى البربري قال: قال المأمون للواقدي: أريد أن تصلي الجمعة غدًا بالناس فامتنع قال: لا بد فقال: والله ما أحفظ سورة الجمعة قال: فأنا أحفظك فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى بلغ النصف منها فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني فإذا حفظه نسي الأول فأتعب المأمون، ونعس فقال لعلي بن صالح: حفظه أنت قال علي: ففعلت فبقي كلما حفظته شيئًا نسي شيئًا فاستيقظ المأمون فقال لي: ما فعلت? فأخبرته فقال: هذا رجل يحفظ التأويل، ولا يحفظ التنزيل اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت.
فهذه حكاية مرسلة والبربري: فحافظ.
قال إبراهيم بن جابر الفقيه: سمعت أبا بكر الصاغاني، وذكر الواقدي فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه قد حدث عنه: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد وسمى غيرهما.
وقال إبراهيم الحربي: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: الواقدي ثقة مأمون.
وسئل معن بن عيسى عن الواقدي فقال: أنا أسأل عن الواقدي? الواقدي يسأل عني.
وسألت ابن نمير عنه فقال: أما حديثه ههنا فمستو وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به.
وروى جابر بن كردي عن يزيد بن هارون قال: الواقدي ثقة.
الحربي: سمعت أبا عبد الله يقول: الواقدي ثقة قال الحربي: أما فقه أبي عبيد فمن كتب الواقدي: الاختلاف، والإجماع كان عنده ثم قال إبراهيم الحربي: وهو إمام كبير، وإن أخطأ في اجتهاده هذا من قال: إن مسائل مالك، وابن أبي ذئب تؤخذ عمن هو أوثق من الواقدي فلا يصدق؛ لأنه قال: سألت مالكًا، وسألت ابن أبي ذئب.
قال أبو داود السجستاني: أخبرني مع سمع علي بن المديني يقول: روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب.