يقتل من جرت عليه الموسى، قال رسول الله ﷺ:"لقد حكم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات".
وقال ابن سعد: أخبرنا يزيد، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن رجل من الأنصار قال: لما قضى سعد في قريظة ثم رجع انفجر جرحه، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حجره، وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه بدت رجلاه، وكان رجلا أبيض جسيما، فقال رسول الله ﷺ:"اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه، فتقبل روحه بخير ما تقبلت روح رجل". فلما سمع سعد كلام رسول الله ﷺ فتح عينيه، فقال: السلام عليك يا رسول الله! أشهد أنك رسول الله. قال: وأمه تبكي وتقول:
ويل أم سعد سعدا … حزامة وجدا
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟ فقال رسول الله ﷺ:"دعوها فغيرها من الشعراء أكذب".
وقال عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: لما أصيب أكحل سعد حولوه عند امرأة يقال لها: رفيدة، وكانت تداوي الجرحي، قال: وكان النبي ﷺ إذا مر به يقول: "كيف أمسيت"؟. وإذا أصبح قال:"كيف أصبحت"؟. فيخبره، فذكر القصة. وقال: فأسرع النبي ﷺ المشي إلى سعد، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال:"إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة". فانتهى رسول الله ﷺ إلى البيت وهو يغسل، وأمه تبكيه وتقول:
ويل أم سعد سعدا … حزامة وجدا
فقال رسول الله ﷺ:"كل نائحة تكذب إلا أم سعد". ثم خرج به فقالوا: ما حملنا ميتا أخف منه فقال النبي ﷺ: "ما يمنعكم أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا وكذا لم يهبطوا قط، قد حملوه معكم".
وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب، قال: سمعت عبد الله بن شداد يقول: دخل رسول الله ﷺ على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه (١) فقال: "جزاك الله خيرا من سيد قوم، فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك".