للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عشرة مائة من أصحابه. حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة. وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش. وسار حتى إذا كان بعذبة الأشطاط قريبا من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك جموعا، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال النبي : "أشيروا علي، أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم؟ فإن قعدوا قعدوا موتورين وإن لجوا تكن عنقا قطعها الله، أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه"؟ قال أبو بكر: الله ورسوله أعلم إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه. قال: "فروحوا إذا".

قال الزهري في الحديث: فراحوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي : "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين". فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش. وسار النبي حتى إذا كان بالثنية التى يهبط عليهم منها بركت راحلته، فقال الناس: حل حل، فألحت، فقالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء. قال: فروحوا إذا.

قال الزهري: قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا كان أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله .

قال المسور ومروان في حديثهما (١): فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي : "إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش" -رجع الحديث إلى موضعه- قال النبي : "ما خلأت القصواء وما ذلك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل". ثم قال: "والذي نفسى بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها". ثم زجرها فوثبت به. قال: فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء، إنما يتبرضه


(١) صحيح: أخرجه عبد الرزاق "٩٧٢٠"، وأحمد "٤/ ٣٢٨ - ٣٣١ و ٣٣١ - ٣٣٢"، والبخاري "١٦٩٤" و "١٦٩٥" و "٢٧٣١"و "٢٧٣٢"، وأبو داود "٢٧٦٥" و"٤٦٥٥"، والطبري "٢٨/ ٧١ و ٩٧ - ١٠١ و ١٠١"، والطبراني في "الكبير" "٢٠/ ١٣ و ١٤ و ١٥ و ٨٤٢"، البيهقي "٥/ ٢١٥"و "٧/ ١٧١" و "٩/ ١٤٤ و ٢١٨ - ٢٢١"و "١٠/ ١٠٩" من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور ابن مخرمة، ومروان بن الحكم، به في حديث طويل.
قوله: "حل حل": كلمة تقال للناقة إذا تركت السير. قوله: "فألحت": أي تمادت على عدم القيام.
قوله: "خلأت القصواء": أي بركت فلم تبرح. والقصواء اسم ناقة رسول الله .

<<  <  ج: ص:  >  >>