أما حديث أبي هريرة: فإنه يرويه أبو سلمة عنه عن النبي ﷺ قال: فذكره. أخرجه الترمذي "١١٥٩"، وابن حبان "١٢٩١"، موارد، والبيهقي "٧/ ٢٩١"، والبزار "٢٤٥١" من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه، به. وقال الترمذي: حسن غريب، ولفظه عند ابن حبان: أن رسول الله ﷺ دخل حائطًا من حوائط الأنصار فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان فاقترب رسول الله منهما فوضعا جرانهما بالأرض فقال من معه يسجد لك؟ فقال النبي ﷺ: "ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد، ولو كان أحد ينبغي له أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه". وزيادة: "لما عظم الله عليها من حقه" عند ابن حبان والبيهقي دون الترمذي. قلت: وإسناده حسن، ورجاله ثقات خلا محمد بن عمرو، قال الحافظ: صدوق له أوهام، وأخرجه الحاكم "٤/ ١٧١ - ١٧٢" من طريق سلمان بن أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به نحوه دون قصة الجملين. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورده الحافظ في "التلخيص" بأن سلمان هو اليمان ضعفوه وأما حديث قيس بن سعد ﵁ فيرويه الشعبي عنه قال: "أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: رسول الله أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي ﷺ فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك، قال: "أرأيت لو مررت بقبري أكنت تسجد له"؟. قال: قلت: لا. قال: "فلا تفعلوا، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل لهم عليهن من الحق". أخرجه أبو داود "٢١٤٠"، والدارمي "١/ ٣٤١" مختصرًا، والحاكم "٢/ ١٨٧"، والبيهقي "٧/ ٢٩١" من طريق شريك، عن حصين، عن الشعبي، عنه، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. قلت: إسناده ضعيف، لأجل شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. وأما حديث عائشة بنت أبي بكر ﵄: فهو عند ابن ماجه "١٨٥٢"، وأحمد "٦/ ٧٦" من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عنها مرفوعا. قلت: وإسناده ضعيف، آفته علي بن زيد بن جدعان، قال الحافظ: ضعيف. وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى: فهو عند ابن ماجه "١٨٥٣"، وابن حبان "١٢٩٠" موارد، والبيهقي "٧/ ٢٩٢" من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن القاسم الشيباني، عنه، به مرفوعا. قلت: وإسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين خلا القاسم، وهو ابن عوف الشيباني، فإنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". وقد خرجت هذا الحديث بأوسع من هذا في كتاب "الجواب الباهر في زوار المقابر" ط/ دار الجيل، "ص ٤٣ - ٤٤" فراجعه ثمت إن شئت.