قلت: فحاصل الأمر: أن يحيى بن معين مع إمامته لم ينفرد بالحديث. ولله الحمد.
قال أحمد بن زهير: ولد يحيى في سنة ثمان وخمسين ومائة. قلت: وكتب العلم وهو ابن عشرين سنة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن يحيى، فقال: إمام.
وقال النسائي: أبو زكريا أحد الأئمة في الحديث ثقة مأمون.
قال الكلاباذي: روى عنه البخاري، ثم روى عن عبد الله بن محمد، عن يحيى في تفسير براءة، وروى عن عبد الله غير منسوب عنه في ذكر أيام الجاهلية.
قال ابن المرزبان: حدثنا أبو العباس المروزي، سمعت داود بن رشيد يذكر: أن والد ابن معين كان مشعبذًا من قرية نحو الأنبار، يقال لها: نقيا، ويقال: إن فرعون كان من أهل نقيا.
قال العجلي: كان أبوه معين كاتبًا لعبد الله بن مالك.
وقال ابن عدي: حدثني شيخ كاتب ذكر أنه قرابة يحيى بن معين، قال: كان معين على خراج الري، فمات فخلف ليحيى ابنه ألف ألف درهم فأنفقه كله على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.
أخبرنا أبو الغنائم القيسي إجازة، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو بكر الحرشي وأبو سعيد الصيرفي، قالا: أخبرنا أبو العباس الأصم سمعت العباس بن محمد سمعت يحيى بن معين وسأله عباس: العنبري يا أبا زكريا من أي العرب أنت? قال: أنا مولى للعرب.
قيل: أصل ابن معين من الأنبار ونشأ ببغداد وهو أسن الجماعة الكبار الذين هم علي بن المديني وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة فكانوا يتأدبون معه، ويعترفون له، وكان له هيبة وجلالة يركب البغلة، ويتجمل في لباسه رحمه الله تعالى.
وقال أحمد بن زهير: سمعت يحيى يقول: أنا مولى للجنيد.
ابن عبد الرحمن المري: قال أحمد بن يحيى الجارود: قال ابن المديني انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى أبي إسحاق والأعمش، وعلم الحجاز إلى ابن شهاب وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة إلى اثني عشر رجلا: ابن أبي عروبة ومعمر وشعبة وحماد بن سلمة والسفيانين ومالك والأوزاعي وابن