أحمد بن أبي خيثمة، قال: مات يحيى لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وقد استوفى خمسًا وسبعين سنة ودخل في الست ودفن بالبقيع.
قال حبيش بن مبشر الفقيه -وهو ثقة: رأيت يحيى بن معين في النوم، فقلت: ما فعل الله بك? قال: أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء، ومهد لي بين البابين -أو قال: بين الناس. سمعها جعفر بن أبي عثمان من حبيش.
ورواها الحسين بن الخصيب عن حبيش قال: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك? قال: أدخلني عليه في داره وزوجني ثلاثمائة حوراء. ثم قال للملائكة انظروا إلى عبدي كيف تطرى وحسن!
قال أحمد بن يحيى بن الجارود: قال ابن المديني: ما أعلم أحدًا كتب ما كتب يحيى بن معين.
وقال ابن البراء: سمعت عليًّا يقول: لا نعلم أحدًا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب ابن معين.
محمد بن علي بن راشد الطبري: عن محمد بن نصر الطبري قال: دخلت على يحيى بن معين فوجدت عنده كذا وكذا سفطًا دفاتر، وسمعته يقول: كتبت بيدي ألف ألف حديث، وكل حديث لا يوجد ههنا وأشار بيده إلى الأسفاط فهو كذب.
وعن مجاهد بن موسى، قال: كان يحيى بن معين يكتب الحديث نيفًا وخمسين مرة.
وقال محمد بن علي بن داود: سمعت ابن معين يقول: أشتهي أن أقع على شيخ ثقة عنده بيت مليء بكتب، أكتب عنه وحدي.
قال محمد بن سعد: يحيى بن معين أكثر من كتابة الحديث، وعرف به، وكان لا يكاد يحدث.
محمد بن أحمد بن أبي مهزول: عن محمد بن حفص سمع عمرًا الناقد يقول: ما كان في أصحابنا أحفظ للأبواب من أحمد، ولا أسرد للحديث من ابن الشاذكوني، ولا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادًا قط.
القواريري: قال لي يحيى بن سعيد: ما قدم علينا مثل هذين: أحمد، وابن معين.
قال هارون بن بشير الرازي: رأيت يحيى بن معين استقبل القبلة رافعًا يديه، يقول: اللهم إن كنت تكلمت في رجل، وليس هو عندي كذابا، فلا تغفر لي. هذه حكاية تستنكر.