للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

استشهد به البخاري في كتابه، فقال: ورواه حماد بن سلمة.

وقال أبو أحمد المرار بن حمويه: حدثنا محمد بن يحيى الكناني، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما فدعت (١) بخيبر قام عمر خطيبا، فقال: إن رسول الله ﷺ عامل يهود خيبر على أموالها، وقال: "نقركم ما أقركم الله"، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى خيبر، ما له هناك، فعدي عليه من الليل ففدعت يداه، وليس لنا هناك عدو غيرهم، وهم تهمتنا (٢)، وقد رأيت إجلاءهم. فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق (٣) فقال: يا أمير المؤمنين، تخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا؟ فقال: أظننت أني نسيت قول رسول الله ﷺ كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك (٤) ليلة بعد ليلة. فأجلاهم وأعطاهم قيمة مالهم من الثمر مالًا وإبلًا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك. أخرجه البخاري عن أبي أحمد (٥).

وقال ابن فضيل، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، عن رجال من أصحاب رسول الله ﷺ، أن رسول الله ﷺ لما ظهر على خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما، جمع كل سهم مائة سهم، فكان لرسول الله ﷺ وللمسلمين النصف من ذلك. وعزل النصف الباقي لمن نزل به من الوفود والأمور ونوائب الناس. أخرجه أبو داود.

وقال سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار أن رسول الله ﷺ قسم خيبر ستة وثلاثين سهما، فعزل للمسلمين ثمانية عشر سهما، يجمع كل سهم مائة،


(١) الفدع: بفتحتين زوال المفصل، وفدعت يداه إذا أزيلتا من مفاصلهما وقال الخليل: الفدع عوج في المفاصل، وفي خلق الإنسان الثابت إذا زاغت القدم من أصلها من الكعب وطرف الساق فهو الفدع، وقال الأصمعي: هو زيغ في الكف بينها وبين الساعد، وفي الرجل بينها وبين الساق. هذا الذي في جميع الروايات وعليها شرح الخطابي، وهو الواقع في هذه القصة. ووقع في رواية ابن السكن بالغين المعجمة أي "فدغ" وجزم به الكرماني، وهو وهم؛ لأن الفدغ بالمعجمة كسر الشيء المجوف قاله الجوهري، ولم يقع ذلك لابن عمر في القصة.
(٢) وهم تهمتنا: بضم المثناة وفتح الهاء ويجوز إسكانها، أي الذين نتهمهم بذلك.
(٣) قوله: "أحد بني الحقيق" بمهملة وقافين مصغر، وهو رأس يهود خيبر.
(٤) قوله: "تعدو بك قلوصك": بفتح القاف وبالصاد المهملة: الناقة الصابرة على السير وقيل: الشابة وقيل: أول ما يركب من إناث الإبل وقيل: الطويلة القوائم. وأشار ﷺ إلى إخراجهم من خيبر وكان ذلك من إخباره بالمغيبات قبل وقوعها.
(٥) صحيح: أخرجه البخاري "٢٧٣٠" حدثنا أبو أحمد، حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان الكناني، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>