للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الخلال أخبرنا المروذي سمعت عبد الوهاب الوراق يقول أبو عبد الله إمامنا وهو من الراسخين في العلم إذا وقفت غداً بين يدي الله فسألني بمن اقتديت؟ أي شيء أقول وأي شيء ذهب على أبي عبد الله من أمر الإسلام؟! وعن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال نظرت فرأيت أن أحمد أفضل من سفيان ثم قال أحمد لم يخلف شيئاً وكان يقدم عثمان وكان لا يشرب.

قال صالح بن علي الحلبي سمعت أبا همام يقول ما رأى أحمد مثل نفسه.

قال الخلال بلينا بقوم جهال يظنون أنهم علماء فإذا ذكرنا فضائل أبي عبد الله يخرجهم الحسد إلى أن قال بعضهم فيما أخبرني ثقة عنه أحمد بن حنبل نبيهم.

قال الخلال حدثنا سليمان بن الأشعث قال رأيت في المنام سنة ثمان وعشرين ومئتين كاني في مسجد الجامع فأقبل رجل شبه الخصي من ناحية المقصورة وهو يقول قال رسول الله "اقتدوا باللذين من بعدي أحمد بن حنبل وفلان" (٢٩٢).


(٢٩٢) الذي ورد عن ابن مسعود قال. قال رسول الله : "اقتدو باللذين من بعدى أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدى عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود" أخرجه الترمذي (٣٨٠٥)، والحاكم (٣/ ٧٦) من طريق إبراهيم ابن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبي الزعراء، عنه به. وقال الحاكم: إسناده صحيح، وردَّه الذهبي في "التلخيص" بقوله: - "قلت: سنده واهٍ".
ويبينه قول الترمذي: لا نعرفه إلَّا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل، ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث".
قلت: هذا إسناد ضعيف جدًا، يحيي بن سلمة بن كهيل، متروك كما قال الحافظ في "التقريب"، وابنه إسماعيل متروك أيضًا. وابنه إبراهيم ضعيف كذا قال الحافظ في "التقريب".
لكن الحديث قد روى من حديث حذيفة، يرويه عنه ربعى بن حراش قال: قال رسول الله .: - "اقتدوا باللذين من بعدى أبي بكر وعمر. واهتدوا بهدى عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد"، أخرجه الترمذي (٣٦٦٢) وابن ماجه (٩٧) وأحمد (٥/ ٣٨٢ و ٣٨٥ و ٤٠٢)، والحميدي (٤٤٩)، وابن أبي عاصم في "السنة" (١١٤٨) و (١١٤٩) وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ١٠٩)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٢٠/ ١٢)، والحاكم (٣/ ٧٥) والبيهقي (٥/ ٢١٢) و (٨/ ١٥٣) كلهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعى بن حراش عن ربعى بن حراش، عن حذيفة، به.
قلت: الحديث صحيح ورد من طريق ابن مسعود السالف، وحذيفة، وأنس بن مالك وقد خرجت الحديث بإسهاب في تخريجنا لكتاب [الجواب الباهر في زوار المقابر] ط. دار الجيل - بيروت - لبنان (ص ١٢٢ - ١٢٣) فراجعه ثمَّت تُفد منه علمًا جمًا ولله الحمد والمنَّة على ما وَهبنى من علم حمدًا كثيرًا طيبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>