للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو داود السنجي: سمعت يحيى يقول: كنت عند سفيان، فقال: بليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من جالس الصحابة، فمن أعظم مني مصيبة? قلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد الصحابة، أعظم منك مصيبة.

وروى أحمد بن أبي الحواري، عن يحيى، عن سفيان قال: لو لم يكن من بليتي إلا أني حين كبرت صار جلسائي الصبيان بعدما كنت أجالس من جالس الصحابة. قلت: أعظم منك مصيبة من جالسك، في صغرك بعدما جالس من أصحاب رسول الله قال: فسكت.

قال علي بن خشرم: أخبرني يحيى، قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس، فشرب، وناول أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب، وناولني. قال: فقلت: أيسكر كثيره? قال: إي والله، وقليله، فتركته.

وروى أبو حازم القاضي، عن أبيه، قال: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة، وله عشرون سنة، فاستصغروه، وقيل: كم سن القاضي? قال: أنا أكبر من عتاب بن أسيد؛ الذي ولاه رسول الله على مكة، وأكبر من معاذ حين وجه به رسول الله قاضيًا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيًا على البصرة.

قال الفضل الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.

وعن يحيى قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستملي: من ذكرت رضي الله عنك.

وذكر لأحمد بن حنبل ما يرمى به يحيى، فقال: سبحان الله من يقول هذا?!

قلت: قد ولع الناس بيحيى لتولعه بالصور حبًّا أو مزاحًا.

الصولي: سمعت إسماعيل القاضي يعظم شأن يحيى بن أكثم، وذكر له يوم قيامه في وجه المأمون لما أباح متعة النساء، فما زال به حتى رده إلى الحق، ونص له الحديث في تحريمها، فقيل لإسماعيل: فما كان يقال? قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد ثم قال: وكانت كتبه في الفقه أجل كتب، تركها الناس لطولها.

قال أبو العيناء: سئل رجل من البلغاء، عن يحيى بن أكثم، وأحمد ابن أبي دؤاد، أيهما أنبل? قال: كان أحمد يجد مع جاريته وبيته، وكان يحيى يهزل مع عدوه وخصمه.

قال أبو حاتم الرازي: فيه نظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>