للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حصل للمنتصر مرض في أنثييه، فمات منه في ثلاث ليال. ويقال: مات بالخوانيق. ويقال: سم في كمثراة بإبرة.

وورد عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه مني الدنيا والآخرة، عاجلت أبي فعوجلت.

وكان يتهم بأنه واطأ على قتل أبيه، فما أمهل ووزر له أحمد بن الخصيب؛ أحد الظلمة.

وذكر المسعودي أنه أزال عن الطالبيين ما كانوا فيه من الخوف والمحنة من منعهم من زيارة تربة الحسين الشهيد، ورد فدك إلى آل علي، وفي ذلك يقول البحتري:

وإن عليًّا لأولى بكم … وأزكى يدًا عندكم من عمر

وكل له فضله والحجو … ل يوم التراهن دون الغرر

وقال يريد المهلبي:

ولقد بررت الطالبية بعدما … دفوا زمانًا بعدها وزمانا

ورددت ألفة هاشم فرأيتهم … بعد العداوة بينهم إخوانا

ثم إن المنتصر تمكن، وخلع من العهد إخوته: المعتز وإبراهيم.

ومن كلام المنتصر إذ عفا عن أبي العمرد الشاري: لذة العفو أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال المقتدر الانتقام.

قال المسعودي: كان المنتصر أظهر الإنصاف في الرعية، فمالوا إليه مع شدة هيبته.

وقال علي بن يحيى المنجم: ما رأيت مثل المنتصر، ولا أكرم فعالا بغير تبجح، لقد رآني مغمومًا، فسألني، فوريت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة في ثمن ضيعة، فوصلني بعشرين ألفًا.

وجلس مرة للهو، فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس عليه تاج، وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ، فأحضر رجل، فنظر، فإذا فيها: … فقطب وسكت، وقال: لا معنى له، فألح المنتصر عليه، قال فيها: أنا شيرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي، فلم أمتع بالملك سوى ستة أشهر. قال: فتغير وجه المنتصر، وقام.

قال جعفر بن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جعفر، لقد عوجلت، فما أذني بأذني، ولا أبصر بعيني.

<<  <  ج: ص:  >  >>