أبي أويس وأخيه؛ أبي بكر بن أبي أويس، كلهم عن نافع قال: وروى حروف عاصم عن حرمي بن عمارة.
روى عنه القراءة: حجاج الرشديني، والحسن بن أبي مهران الجمال، والحسن بن علي بن مالك الأشناني، وحسن بن القاسم، والخضر بن الهيثم الطوسي، وأبو إسحاق الحراني، وغيرهم.
قرأت على عمر بن عبد المنعم، عن زيد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين بن توبة، أخبرنا أبو محمد بن هزارمرد (١)، أخبرنا عمر بن إبراهيم الكتاني، حدثنا ابن مجاهد في كتاب "السبعة" له قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أحمد بن صالح عن ورش، وقالون، وأبي بكر، وإسماعيل عن نافع بالحروف.
قال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق، فقال: هذا شاك، والشاك كافر.
قلت: بل هذا ساكت، ومن سكت تورعًا لا ينسب إليه قول، ومن سكت شاكًّا مزريًا على السلف، فهذا مبتدع.
وقال محمد بن موسى المصري: سألت أحمد بن صالح، فقلت: إن قومًا يقولون: إن لفظنا بالقرآن غير الملفوظ، فقال: لفظنا بالقرآن هو الملفوظ، والحكاية هي المحكي، وهو كلام الله غير مخلوق من قال: لفظي به مخلوق، فهو كافر.
قلت: إن قال: لفظي، وعنى به القرآن، فنعم، وإن قال: لفظي، وقصد به تلفظي وصوتي وفعلي أنه مخلوق، فهذا مصيب، فالله تعالى خالقنا، وخالق أفعالنا، وأدواتنا، ولكن الكف عن هذا هو السنة، ويكفي المرء أن يؤمن بأن القرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله على قلب نبيه، وأنه غير مخلوق، ومعلوم عند كل ذي ذهن سليم أن الجماعة إذا قرءوا السورة أنهم جميعهم قرءوا شيئًا، واحدًا، وأن أصواتهم وقراءاتهم وحناجرهم أشياء
مختلفة، فالمقروء كلام ربهم، وقراءتهم وتلفظهم ونغماتهم متباينة، ومن لم يتصور الفرق بين التلفظ وبين الملفوظ، فدعه، وأعرض عنه.
(١) هو: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن مجيب بن المجمع بن بحر بن معبد بن هزارمرد الصريفيني، راوي كتاب "الجعديات" عن أبي القاسم بن حبابة وهو من بلدة "صرفين" التي نسب إليها. وهي بلدة في سواد العراق في موضعين: إحداهما قرية كبيرة غناء شجراء قرب عكبراء، وأوانا على ضفة نهر دجيل. تأتي ترجمته في كتابنا هذا "سير أعلام النبلاء" ترجمة "٤٢٤٥" في المجلد الحادي عشر من هذه الطبعة المباركة. ط. دار الحديث.