للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوضع المتعارف من حيز طلب العلم، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية، وأخذ عن شيخ لا يعي، وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم، أو لرضيع يبكي، أو لفقيه يتحدث مع حدث، أو آخر ينسخ وفاضله مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس، والقارئ إن كان له مشاركة، فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء، سواء تصحف عليه الاسم، أو اختبط المتن، أو كان من الموضوعات. فالعلم عن هؤلاء بمعزل، والعمل لا أكاد أراه، بل أرى أمورا سيئة، نسأل الله العفو.

وهكذا يرسم الحافظ الذهبي طريق الإخلاص في طلب العلم، ويوضح بأوجز عبارة وأخصر بيان أولوية طلب العلم على صلاة النافلة والتعبد لمن امتلأ قلبه بالإخلاص، وكانت نيته لله سبحانه. في طلب الحديث.

وقال "٧/ ٤٤٧":

النبيذ الذي هو نقيع التمر، ونقيع الزبيب، ونحو ذلك والفقاع حلال شربه، وأما نبيذ الكوفيين الذي يسكر كثيره، فحرام الإكثار منه عند الحنفية، وسائر العلماء، وكذلك يحرم يسيره عند الجمهور، ويتخرص فيه الكوفيون، وفي تحريمه عدة أحاديث.

وقال في "السير" "٧/ ٢٥٨":

روى أبو عمر الضرير، عن أبي عوانة قال: دخلت على همام بن يحيى، وهو مريض أعوده، فقال لي: يا أبا عوانة ادع الله أن لا يميتني حتى يبلغ ولدي الصغار.

فقلت: إن الأجل قد فرغ منه فقال لي: أنت بعد في ضلالك.

فعقب الحافظ الذهبي بقوله: قلت بئس المقال هذا، بل كل شيء بقدر سابق، ولكن وإن كان الأجل قد فرغ منه، فإن الدعاء بطول البقاء قد صح. دعا الرسول لخادمه أنس بطول العمر، والله يمحو ما يشاء ويثبت. فقد يكون طول العمر في علم الله مشروطا بدعاء مجاب، كما أن طيران العمر قد يكون بأسباب جعلها من جور وعسف، و"لا يرد القضاء إلا الدعاء"، والكتاب الأول فلا يتغير.

وقال في "السير" "١٠/ ٣٨٥":

قال محمد بن إسماعيل الترمذي: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>